الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

لي أخ متزوج منذ 5 سنوات، وعنده ولد، وهو كثير الشجار مع زوجته، فبسبب ذلك هو يشرب الخمر زعما منه أنه ينسى مشاكله، ويرتاح، ولا حول ولا قوة إلا بالله. زوجته عنيدة جدا، واستفزازية، وتكثر الكلام حيث في كل مشاجرة تستفزه بالطلاق، وتطلب منه أن يطلقها، فمؤخرا وهو في حالة سكر وغضب تلفظ بالطلاق أكثر من 3 مرات، ولكنهما في الغد وبعد أن ذهب عنهما الغيظ، بقيا مع بعضهما وكأن شيئا لم يحدث، وبعدها تقريبا بأسبوع، جاء أخي وهو سكران مرة أخرى، فنشب شجار آخر أشد من الأول، فطلبت منه مجددا أن يطلقها، فتلفظ بالطلاق مرة أخرى أكثر من 3 مرات. وبعد 3 أيام تقريبا، لما أراد أن يجامعها رفضت بحجة أنه طلقها، فبحثت أنا في الإنترنت ووجدت فتوى للشيخ ابن باز- رحمه الله- يبين فيها اختلاف العلماء في طلاق السكران، ولكنه في الأخير رجح عدم وقوعه، فنقلت لزوجة أخي تلك الفتوى مع وصيتي لهما باستشارة إمام على الفور لمزيد من التفصيل في المسألة، لكنهما الآن افترقا منذ أيام بعد شجار آخر سببه كما ذكرت أنها لم تجامعه بحجة أنها مطلقة. وهما لحد الآن لا يعلمان إن كان الطلاق واقعا بينهما أم لا.
فأرجو منكم- رحمكم الله-، الفصل في هذه المشكلة، وهل ما فعلته أنا من نقل الفتوى صحيح أم كان يجب علي الصمت؛ لأني ومنذ ذلك اليوم أحس بأنني تجرأت على إفتائهما في مسألة عظيمة يحتار فيها العلماء الكبار، فندمت على ذلك جدا.
أفيدونا وفقكم الله.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالراجح عندنا أنّ طلاق السكران، وطلاق الغضبان نافذ، إلا إذا بلغ السكر أو الغضب بالرجل مبلغاً أفقده الإدراك، وغلب على عقله، فطلاقه غير نافذ حينئذ؛ وراجع الفتوى رقم: 11637، والفتوى رقم: 98385
وعليه، فينبغي عرض مسألة هذا الرجل على من تمكن مشافهته من أهل العلم الموثوق بهم ليتبينوا حاله، ويفتوه طبقاً لحاله، ولا حرج عليك –إن شاء الله- فيما فعلته من نقل الفتوى المذكورة عن الشيخ ابن باز –رحمه الله- لكن عليك نصح هذا الرجل بالمبادرة إلى التوبة إلى الله من شرب الخمر؛ فإنها أمّ الخبائث، وشربها من أكبر الكبائر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني