الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أثر القرآن في هداية الكفار

السؤال

لماذا لا يجوز أن نحكم العقل في المسائل العقدية؟ وكيف لنا أن ندعو كافرا إلى الإسلام وهو لا يعرف الله عز وجل، ولا يعرف نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، ولا كتابه: القرآن الكريم؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالعقل لا يمكنه الاستقلال بمعرفة تفاصيل العقائد، لأنها من الغيب، فلا مجال للعقل فيها، وإنما يأتي دور العقل في تلقي الحق من الوحي وقبوله والشهادة له، ثم الفهم والاستنباط منه، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 223861.

ومع هذا، فبعض أصول العقيدة، كوحدانية الله تعالى وكمال صفاته، يمكن للعقل أن يهتدي إليها، ويبرهن عليها، ولكنه في الوقت نفسه لا يمكنه أن يستقل بمعرفة تفاصيل ذلك إلا بالرجوع للوحي المعصوم.

وأما السؤال الثاني: فإنما يشكل جوابه إذا كان القرآن لا يخاطب إلا المؤمنين به! ولكن الحقيقة على خلاف ذلك، فإنه يخاطب كل الناس على اختلاف مشاربهم ومللهم، فينبه عقولهم، ويوقظ قلوبهم، ويحرك ضمائرهم، ويستدعي فهمهم وإقرارهم وشهادتهم على الحق الذي جاء به، فالقرآن الكريم هو أفضل ما يدعى به الكافر إلى الإسلام، وأيسر ما يمكن أن يعرف من خلاله الدين الحق، ويستبين به سبيل النجاة، وما من أسلوب نافع لمخاطبة العقول وهدايتها إلا وقد حاز القرآن منه قمة البيان، وراجع في ذلك على سبيل المثال الفتاوى التالية أرقامها: 129287، 200191، 192989.

وليتذكر الأخ السائل أن أفاضل هذه الأمة وسادتها كانوا كفارا وثنيين، فأخرجهم الله بهذا القرآن المجيد من ظلمات الجاهلية إلى نور الإيمان والتوحيد، قال تعالى: قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ {المائدة: 15، 16}.

وقال سبحانه: الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ { إبراهيم: 1}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني