الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السكوت على المنكر بحجة الإحراج غير سائغ

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعدأملك جهاز كمبيوتر استخدمه بشكل كلي في الدراسة ولكن أخي الذي هو أكبر مني يضع به ملفات لا ترضي الله من أغاني وغير ذلك وأنا محرج منه قليلاً ليبعدها عن الجهاز هل بقاؤها في الجهاز الذي هو ملك لي سيجعلني أحاسب عند الله بسببها، والعلم عند الله طبعاً وأريد منكم إذا كان لا بد من إزالتها فدلوني على الطريقة المثلى لعمل ذلك علماً أني كنت أعمل أعمالا أسوأ منه ولكن والحمد لله هداني الله أخذ بيدي للبر والتقوى، وجزاكم الله خيراً....

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن تغيير هذا المنكر واجب عليك؛ لأن الجهاز ملك لك وخاص بك ولا يجوز لك بحال أن تعين غيرك على معصية الله بحجة أنك محرج منه.
فيلزمك أولاً أن تمحو هذه الملفات من الجهاز، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.
وأنت تستطيع أن تغير بيدك؛ لأنه تحت تصرفك وسلطانك، وإذا لم تفعل فأنت شريك له في الإثم. قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2].
وحتى يكمل الإيمان في قلبك يجب عليك أن تحب الخير لأخيك كما تحبه لنفسك، فيكف ترضى لنفسك النجاة وترضى لأخيك الهلاك والتلف؟!
ثم عليك بعد ذلك أن تتلطف في دعوته إلى الخير وأن تبين له مضرة هذه الملفات وأن تتخذ كل وسيلة ممكنة ومشروعة لدعوته وهدايته بأن تدعو الله تعالى له بالهداية وأن تصحبه إلى مجالس العلم والخير حتى يصلح الله حاله.
ويمكنك الاستعانة بأهل الخبرة في إزالة هذه الملفات، وهو أمر سهل لمن يتعامل مع أجهزة الكمبيوتر.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني