الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هجر للعصاة مرتبط بالمصلحة والمفسدة

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 24 سنةأبي يدخل القنوات الفاضحة إلى البيت ولم أستطع نصحه بالطريقة المباشرة ويدخل الأفلام الخليعة إلى البيت هل يجوز لي أن أترك البيت وأذهب للعم وقد حاولت أن أنصحه بشكل غير مباشر هل هذا العمل الذي سوف أقدم عليه يعد من عقوق الوالدين أفتونا جزاكم الله عنا خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فجزى الله الأخ السائل خيراً على تمسكه بدينه ووقوفه عند حدود الله عز وجل وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر.
وكان الواجب على هذا الأب أن يكسره الحياء من الله عز وجل، والحياء من ولده ويحجزاه عما هو عاكف عليه.
ونحن ننصح الأخ السائل بعدم مفارقة البيت، ما لم يخش وقوعه هو في الفتنة بل ينبغي في مثل هذه الحالة البقاء حتى تتمكن من النهي عن المنكر أو تقليله، ومحاولة الحفاظ على بقية أفراد الأسرة من الوقوع في هذا المستنقع الآسن، مع المحاولة المستمرة في نصح الوالد وتذكيره بالله والدار الآخرة، فإن الهجر للعصاة أمر مرتبط بالمصلحة والمفسدة، فإن كانت المصلحة في عدم الهجر كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتقليل الفساد والشر وما شابه ذلك من المقاصد فلا ينبغي للمسلم أن يهجر العصاة والحالة هذه إذا كانوا أجانب فكيف بالوالد.
وأما إذا خشي المسلم على نفسه الفتنة في دينه والوقوع فيما حرم الله عز وجل عليه، فالواجب عليه أن يهجر مكان المعصية التي يخاف الوقوع فيها، ولو كان المقيم في ذلك المكان أباه، وليس ذلك ن العقوق في شيء، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الطاعة في المعروف.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني