الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم استخراج بطاقة ائتمانية من بنك ربوي بوجود بنك إسلامي

السؤال

زوجتي طبيبة، ولديها حساب في بنك ربوي فقط، لتحويل الراتب عليه. وأرادت أن تحصل على رخصة مزاولة مهنة الطب في الإمارات، ونحن نعيش في قطر. وللحصول على هذه الرخصة هناك رسوم تدفع، وهذه الرسوم لم يتيسر دفعها إلا عن طريق الإنترنت، فذهبنا إلى هذا البنك لاستخراج بطاقة لاستخدامها في الدفع؛ لأنه ليس لنا حساب في بنك إسلامي، أو أي بنك آخر. قالوا لنا في البنك إنه ليس لديهم بطاقات إنترنت، والسبيل الوحيد هو استخراج بطاقة ائتمانية، وقالوا طالما المبلغ الموجود في حساب البطاقة يظل دائما عند مبلغ.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما ذكرته من عدم وجود حساب ببنك إسلامي، لا يبيح لزوجتك هذه المعاملة مع البنك الربوي الذي تلتزم فيه بدفع فائدة ربوية عند التأخر عن السداد، أو عند الزيادة على مبلغ محدد -كما يفهم من سؤالك الذي لم يكتمل-

والبنوك الإسلامية ما دامت موجودة، ويمكن للمرء تحصيل حاجته بالوسائل المشروعة، فليس له ارتكاب ما نهى عنه الشرع. ويمكن لزوجتك فتح حساب ببنك إسلامي، واستخراج بطاقة ائتمانية منضبطة بالضوابط الشرعية. كما أن هناك بطاقات مسبقة الدفع، تشترى من بعض المواقع للتعامل بها من خلال الانترنت، وهكذا.

كما ننبه على أنه لو كان راتب الزوجة ينزل في حساب ببنك ربوي دون اختيار منها، فلا حرج عليها في ذلك، لكن عليها سحبه مباشرة من البنك الربوي؛ لأن بقاءه في الحساب إعانة للبنك، ولولم يعطها فوائد ربوية عليه.

ومن اتقى الله يسر له أمره، ورزقه من حيث لا يحتسب؛ لقوله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2-3}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني