الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرؤى المنامية يُستأنس بها ولا يعتمد عليها

السؤال

هل يمكن الاعتماد على الأحلام في الأخذ بالأسباب؟ وهل يمكن أن يستعمل الشيطان الرؤيا ليجلب على المسلم مفسدة، أو يدفع عنه مصلحة؟ فمثلاً رأيت لأكثر من مرة رموزاً في الحلم تدل على الزواج من فتاة قريبتي – ابنة عمي – ولكني أطمع في الواقع في فتاة أكثر منها ديناً، وفي فتاة تصحبني لأرض الجهاد بإذن الله تعالى. رغم أن ابنة عمي مستقيمة، وهي فائقة الجمال، ووالدها يريدني زوجاً لها، لكنها كغالبية الناس في بلدي وبلاد المسلمين ليست صوامة، قوامة، وليس أهلها من أهل الجهاد، وسائر المجتمع كذلك، ولديها بعض المخالفات الشرعية كسماع الأغاني.
فهل يمكن أن يكون الشيطان يحاول تزيين هذا الأمر لي - أقصد الزواج من بنت عمي - ليصدني عن الأفضل في ديني ودنياي؟ وإن كان كذلك فكيف أتصرف حين أرى رؤيا طيبة؟
جزاكم الله تعالى خيراً.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما يراه النائم في منامه، قد يكون رؤيا من الرحمن، أو حلما من الشيطان، أو حديث نفس، كما سبق وأن بينا في الفتوى رقم: 4473.

فيمكن للشيطان أن يتلاعب بابن آدم فيما قد يريه في المنام. ولكن لا يلزم أن تكون رؤياك لابنة عمك من تسويل الشيطان؛ ولمعرفة ما يشرع للمسلم فعله إذا رأى رؤيا مبشرة، يمكنك مطالعة الفتوى رقم: 245368.

ولا ينبغي الاعتماد على الرؤى المنامية، ولكن ما كان منها فيه خير يمكن أن يستأنس به. وعلى المسلم إذا أراد أن يقدم على شيء أن يتخذ له أسبابه المشروعة. فإذا أراد الزواج تحرى الفتاة الدينة الخيرة؛ للحديث المتفق عليه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاظفر بذات الدين تربت يداك. فإن وجدها استخار الله فيها، فإن تم الزواج، علم أن في زواجه منها خيرا له، وإن لم يتيسر له الزواج منها، علم أن الخير في ذلك؛ وانظر الفتوى رقم: 160347.

فإن كانت ابنة عمك هذه على خير، وتابت من سماع الغناء، ويرغب والدها في زواجك منها، فاقدم على الزواج منها، ولا تنس أن تستخير الله فيها؛ وراجع الاستخارة في الفتوى رقم: 19333.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني