الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من لم يقدر على الزواج

السؤال

أنا شاب عمري ناهز 30 سنة، أريد الزواج، فذهبت إلى أكثر من 40 بيتا، لكنهم رفضوا بسبب ضعف حالتي المادية. وفي كل يوم تعرض علي الفتن، وأنا أدعو الله كثيرا، ولا أجد حلا لمشكلتي.
هل أتفرج على الأفلام والصور فأنا شاب، ولا أجد لي حيلة أو مناصا من ذلك؟
أفتوني مأجورين؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمن لم يقدر على الزواج، فإنّ عليه أن يصبر حتى يغنيه الله؛ قال تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ..." (النور33)
وأعظم ما يعين على الصبر الصوم، ففي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ.
فالواجب عليك أن تستعف، وتصبر حتى ييسر الله لك الزواج، ولا يجوز لك النظر إلى المحرمات بذريعة أنك غير قادر على الزواج، فإن من يفعل ذلك كمن يستجير من الرمضاء بالنار، فالنظر إلى المحرمات بالإضافة إلى كونه معصية، فإنه يهيج الشهوة ولا يشبعها، فالصواب أن تكثر من الصوم، مع الحرص على غض البصر، وسد أبواب الفتنة، والبعد عن كل ما يثير الشهوة، وتقوية الصلة بالله، والاعتصام به، والتوكل عليه، وممارسة بعض الرياضة، واشغل وقتك بما ينفعك في دينك ودنياك، واحرص على صحبة الأخيار الذين يعينونك على طاعة الله، وعليك بكثرة الدعاء، والإلحاح فيه مع إحسان الظن بالله؛ فإنّه قريب مجيب؛ وراجع الفتويين: 36423،23231
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني