الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الائتمام بإمام يقرأ بدون تجويد

السؤال

هل يجب عد حركات المدود عند المد أثناء قراءة القرآن، أم يكفي محاولة التقدير، خاصة أني بدأت أوسوس في هذا الأمر؟
وهل التفخيم في مواضع الترقيق، أو العكس يبطل الصلاة؟
وهل يجوز الائتمام بإمام يقرأ الفاتحة بدون تجويد؟
وما هو القول الراجح في حكم قراءة القرآن بدون تجويد؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يجب عليك عد حركات المدود أثناء القراءة، ولك أن تكتفي بتقديرها، ولا تتكلف أو تشق على نفسك؛ فإن ذلك يؤدي إلى التنطع، فالأمر يسير والحمد لله؛ وانظر الفتوى رقم: 172823 وما أحيل عليه فيها.
وعليك أن تحذر من الوسواس وتتجنب أسبابه، وتسعى في التخلص منه؛ فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم؛ وانظر الفتوى رقم: 134196.
أما التفخيم في مواضع الترقيق، أو العكس، فإنه من اللحن الخفي الذي لا يبطل الصلاة، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 136573

وننصحك بأن تقرأ القرآن قراءة طبيعية، سمحة بأحكام التجويد دون تكلف أو تصنع.
أما الائتمام بإمام يقرأ الفاتحة بدون تجويد. فإن كان يخرج الحروف من مخارجها، ولا يبدل حرفا بآخر، ولا يلحن لحنا يغير المعنى، فتجوز الصلاة خلفه؛ لأن هذا هو الواجب من التجويد، كما سبق بيانه في الفتوى المشار إليها.
أما الراجح في حكم قراءة القرآن بدون تجويد، فهو الجواز إذا كان القارئ ينطق الحروف كما هي، ويقيم حركاتها على الوجه الصحيح.

قال الشيخ ابن عثيمين في اللقاء الشهري: القراءة بالتجويد ليست واجبة ما دام الإنسان يقيم الحروف ضماً، وفتحاً، وكسراً وسكوناً، فإن تمكن الإنسان منه فهذا حسن، وإن لم يتمكن فلا إثم عليه. اهـ.

وقال في مكان آخر: القراءة بالتجويد ليست واجبة، وإنما هي سنة لتحسين الصوت بالقرآن؛ لأنه ينبغي على الإنسان أن يحسن صوته بتلاوة كتاب الله، ومن التحسين التجويد، وأما كونه واجبا فلا، إذا كان الإنسان يقيم الحركات؛ يرفع المضموم، ويفتح المنصوب، ويكسر المجرور، ويسكن الساكن فليس عليه إثم في ذلك. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني