الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشعبذة...تعريفها..ممارستها وتعليمها وأخذ الأجرة عليها

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم .
السيد صلاح الدين مقدم ألعاب بهلوانية في المؤسسات التربوية للأطفال من سن 6 إلى 12 و في بداية تقديم الألعاب نذكرالأطفال بقول الله تعالى -أعوذ بالله من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم- لا يفلح الساحر حيث أتى- صدق الله العظيم، وبحديث الرسول صلى الله عليه وسلم - "ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن الخمر وقاطع الرحم ومصدق بالسحر" وفي نهاية الحصة نكشف للتلاميذ لعبة أو لعبتين لتذكيرهم أنها خفة يدين فضيلة المفتي ما رأيك في هذه القضية بشأن المهنة والمال المجني من ورائها - حلال أم حرام والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالذي أسميته ألعاباً بهلوانية يعرف في الشرع واللغة بالشعبذة، كما في المصباح المنير، : الشعبذة هي: لعب يري الإنسان منه ما ليس له حقيقة كالسحر، والشعبذة هي: إظهار الأمور العجيبة بواسطة ترتيب آلات هندسية وخِفة اليد والاستعانة بخواص الأدوية والأحجار. شرح البهجة.
وقد تتابعت أقوال العلماء على تحريم هذه المهنة وما يترتب عليها، يقول ابن الهمام من الحنفية : ولا تقبل شهادة أهل الشعبذة، وهو الذي يسمى في ديارنا دكاكاً؛ لأنه إما ساحر أو كذاب، أعني: الذي يأكل منها ويتخذها مكسبة، فأما من علمها ولم يعملها فلا. فتح القدير، كتاب الشهادات.
ويقول زكريا الأنصاري من الشافعية: وتحرم الكهانة والتنجيم والضرب بالرمل والحصى والشعير والشعبذة وحلوانها، أي المذكورات، أي إعطاءً أو أخذاً لعوضٍ عنها، بالنص الصحيح في حلوان الكاهن، والباقي في معناه. أسنى المطالب شرح روض الطالب، حكم السحر.
ويقول منصور البهوتي من الحنابلة: ويُعزر من يدخل النار ونحوه ممن يعمل الشعبذة ونحوها. باب التعزير.
وجاء في فتاوى الرملي: أن الشعبذة مشترك مع السحر في التحريم، وأن كثيراً من العلماء أدرجوها فيه. فتاوى الرملي.
وفي المجموع للنووي: ولا يجوز بيع كتب الكفر، وهكذا كتب التنجيم والشعبذة والفلسفة، وغيرها من العلوم الباطلة المحرمة، فبيعها باطل؛ لأنه ليس منها منفعة مباحة. كتاب البيوع، بيع المصحف وشراؤه.
فيظهر بعد سرد أقوال العلماء أن ممارسة هذه المهنة وتعليمها وأخذ الأجر عليها وإعطاءه حرام.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني