الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قيام الكون على المتناقضات دعوى متهافتة

السؤال

في ظل قيام هذا الكون على التناقضات بالضرورة وجود الأسود يقابله بالضرورة وجود الأبيضوجود الشر يقابله بالضرورة وجود الخير000إلخ، ما ذنبي أنا كإنسان شرير يجب أن أوجد بالضرورة في مقابلك أنت كإنسان خير. وما هي المراجع المتعلقة بهذا الشأن.و السلام عليكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فما قلته من قيام هذا الكون على التناقضات غير صحيح، بل أقام الله الكون على التكامل والحق والعدل، يدرك ذلك كل عاقل، قال تعالى: وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ [الجاثـية:22].
وإذا تأملت أخي - هدانا الله وإياك - في هذا الكون وجدت ما قلناه واضحاً جليّاً في كل شيء، ومن ذلك الليل والنهار ليكتمل اليوم وليكون الليل سكناً والنهار معاشاً، وجعل الأسود والأبيض، وغيرها من الألوان لتكتمل وتتكامل الألوان، وفي السواد من المنافع ما ليس في البياض والعكس كذلك، وجعل الخير والأخيار والشر والأشرار ليكتمل ويتم الامتحان والابتلاء، وجعل سبحانه وتعالى وجود الأنهار مكملاً لوجود الثمار والأشجار، فلا قيام للثاني إلا بالأول، وخلق الله الأرض وبث حولها من الكواكب ما يحفظ اتزانها ويضبط سيرها من خلال الجاذبية فيها، وجعل الشمس ضياء وسبباً من أسباب بقاء الحياة في الأرض، فإن النبات لا يمكن أن يعيش بدون أشعة الشمس وبزوال النبات يزول الإنسان والحيوان، ولو اختل شيءٌ من ذلك لحدث بالكون والكائنات ما لا يعلمه إلا الله الذي خلق، وقد ذكرنا الله ببعض ذلك فقال عن الليل والنهار: قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ * وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [القصص:71، 73].
ولو صال الفكر وجال في ملكوت الله لإثبات وتقرير تناسق وتكامل هذا الكون لما وسع ذلك المجلدات الكبار.
وأما احتجاجك بالقدر فأنت أول من ترفضه؛ لأنك إن قام أحد بصفعك وركلك وضربك قمت للدفاع عن نفسك، ولم تقل مسكين هذا قدر الله عليه أن يضربني؛ لأنك تعلم في قرارة نفسك أن له مشيئة وقدرة واختياراً، وهكذا في أمر الدين فمن منعك من الهداية والخير وحفظ القرآن والذهاب إلى المساجد والتحلي بمكارم الأخلاق وترك سيئها، وهكذا.
ولمزيد فائدة تراجع الفتاوى التالية أرقامها:
19697 -
12222 -
19117 -
8653 -
5617 -
7460.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني