الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لعلاج وساوس الطهارة والصلاة

السؤال

سؤالك هو: أعاني من مشكلات متعلقة بالصلاة أنهكتني وجعلت الصلاة أكبر همي لدرجة أن هذه المشكلات من أسباب ترك وظيفتي، والآن هذه المشكلات جعلتني حبيس المنزل ، وأنا أريد أن أبحث عن وظيفة لكن هذه المشكلات هي العائق لي , وهي عند قضاء الحاجة أحياناً البراز لا يكاد ينتهي - علماً أني أعاني من مرض مزمن في القولون قليلاً - وكذلك عند قضاء الحاجة عند التبول يمتد القضيب - الذكر - من غير شهوة، وهذا الأمر غالباً يحصل لي عند قضاء الحاجة، ويجعلني أتأخر في الحمام. فهل عليَّ أن أنتظر حتى يرجع القضيب إلى وضعه الطبيعي، ثم أغسل موضع النجاسة؛ لأني أخشى أن يخرج منه شيء بعد الانتهاء من التبول , وعند الوضوء أتأخر عند غسل أركان الوضوء، فأحيانا عندما أمرر الماء على الأعضاء أحس وكأن يدي تتعثر عند تمرير الماء، وأتأخر عند مسح الرأس. أنا أعلم طريقة مسح النبي صلى الله عليه وسلم رأسه لكنني لا أفعل ذلك خشية أن لا يصل الماء إلى كل الرأس، وخاصة في المنطقة التي فوق الأذن، وإنما أمسح بكفي اليمنى الجانب الأيمن من الرأس، وبكفي اليسرى للجانب الأيسر، وأعيد هذه الحركة عدة مرات , وعن نية الصلاة أعاني من وسواس الرياء، وأجد صعوبة في دفعه ويؤخرني عن إقامة الصلاة أحيانا، مع أنني أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، لكنه لا يزول فهل إذا نويت الصلاة لله واختلط هذا الوسواس بالنية هل الصلاة صحيحة؟ وكذلك أعاني من صعوبة في نطق بعض الكلمات نطقاً صحيحاً وأتأخر قليلاً ما بين آيات الفاتحة بسبب هذه المشكلة، وكذلك أتأخر بين تسبيحات الركوع والسجود بسبب صعوبة النطق أحياناً , وكذلك عند السجود أجد صعوبة أحياناً في نصب قدمي باتجاه القبلة مما يجعلني أحرك رجلي حتى أستطيع نصبهما جيداً، فهل هذا التحريك للأرجل يبطل الصلاة، فأنا أحياناً أعيد الصلاة بسبب هذا , وكذا أحياناً أشعر بضيق تنفس وأنا أقرأ في الصلاة، وكأن الريح يخرج أو يكاد عندما أقرأ بسبب ضيق التنفس، فهل إذا خرج شيئاً أعيد الصلاة؟ وكذا أعاني من عدم الخشوع في الصلاة بسبب أنني أعاني من الصداع المزمن , كما قلت إني أعاني من الصداع المزمن منذ عام 2003م، ولا يزال إلى الآن ويشتد الصداع في فترة المساء والليل فأنا، كثيراً ما أجمع صلاتي المغرب والعشاء تقديماً - في وقت المغرب - وأحياناً أصلي المغرب في آخر وقتها، وأمكث كثيراً أحياناً في التشهد الأخير - للدعاء بعد التشهد - ثم عند سماعي لأذان العشاء أُسلم من صلاة المغرب وأصلي العشاء فهل هذا الجمع جائز بسبب الصداع المزمن الذي أعانيه .. سامحوني سبق لي أن سألتكم باختصار عن بعض ما ورد في هذا السؤال ولكن فصلت في هذا السؤال ليطمئن قلبي , وأنا أعدكم إن شاء الله أن لا أكرر هذا السؤال , وجزاكم الله خيراً وبارك فيكم .

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فعلاج الوساوس هو الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، فعليك أيها الأخ الحبيب أن تجاهد نفسك للتخلص من هذه الوساوس بتجاهلها وألا تعيرها اهتماما، وانظر الفتوى رقم: 51601، وإذا قضيت حاجتك فبادر بالاستنجاء مهما وسوس لك الشيطان بأنه قد يخرج منك شيء، وإذا أوهمك بخروج شيء منك فلا تلتفت إلى هذا ما لم يحصل لك اليقين الجازم الذي تستطيع أن تحلف عليه أنه قد خرج منك شيء، وفي الوضوء توضأ بصورة عادية دون تكلف، وامسح رأسك مرة واحدة بالصفة المسنونة، ولا تلتفت إلى إيهام الشيطان لك بأن الماء لم يصل إلى جميع الرأس، ويسعك الأخذ بمذهب من لا يوجب استيعاب الرأس بالمسح، ولك أن تترخص من أقوال العلماء بما يعينك على التعافي من هذا الداء؛ كما وضحناه في الفتوى رقم: 181305، وكذا فافعل في صلاتك أعرض عن الوساوس ولا تبال بها، ولا يضرك ما يلقيه الشيطان في قلبك من وسواس الرياء ونحو ذلك، وجاهد نفسك على أن تنطق الحروف وتأتي بالكلمات في التسبيح وغيره بصورة طبيعية غير مبالغ فيها ولا متكلفة، ولا تبطل صلاتك بالتحريك المذكور لرجلك، وأما جمعك بين الصلاتين للمرض فيجيزه بعض أهل العلم، وانظر الفتوى رقم: 6846 . وأما الجمع الصوري فجائز لا حرج فيه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني