الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخير الصلاة أو تقديمها لا يصح إلا في حالات

السؤال

السلام عليكم أنا أحمد طالب في سويسراأخرج كل يوم من المنزل الساعة 7 صباحا، وأعود حوالي الساعة 6 مساءً،. فلا يمكنني أن أؤدي فريضة الصلاة حتى أعود إلى المنزل، علما أنني أدرس بعيدا عن المنزل. فماذا تقولون في هذا وهل يمكنني أن أصلي صلاة الفجر قبل الوقت؟ وأخيرا هل يجب عليًّ أن أصلي كل الصلوات قبل الإفطار أو العكس؟. وجزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فاعلم أن الله قد أمر عباده بالمحافظة على الصلاة في أوقاتها فقال تعالى: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ [البقرة:238].
وقال تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً)(النساء: من الآية103].
وجعل المحافظة عليها صفة لازمة للمؤمنين، فقال عز وجل: وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ [المؤمنون:9].
وتوعد من لم يحافظ عليها في أوقاتها فقال سبحانه: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ [الماعون:4، 5].
وأخرج ابن جرير والبيهقي في سننه عن مصعب بن سعد قال: قلت لأبي: أرأيت قول الله: الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ أينا لا يسهو، وأيُّنا لا يحدث نفسه ؟ قال: إنه ليس ذلك، إنه إضاعة الوقت.
واتفق العلماء على أن المحافظة على الصلاة في أوقاتها أعظم فرائض الإسلام بعد الشهادتين، فيجب عليك أن تصلي الصلاة في وقتها ولا تقدمها ولا تؤخرها عن وقتها، فإذا لم تجد مسجداً فصلِّها في أي مكان،
قال صلى الله عليه وسلم: وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصلِّ. متفق عليه.
واعلم أخي بأن شأن الصلاة عظيم، فهي أول ما يحاسب عليه المرء من عمله يوم القيامة، أخرج الترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله الصلاة، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر.
وحذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من التهاون بها فقال: إن بين الرجل وبين الكفر - أو الشرك - ترك الصلاة. أخرجه مسلم.
ولهذا يجب الاعتناء الكامل بها وعدم تأخيرها عن وقتها، إلا في حالة يجوز فيها الجمع بين الصلاتين لعذر كمرض أو سفر، فيجمع بين الظهر والعصر في وقت إحداهما، ويجمع بين المغرب والعشاء في وقت إحداهما، وما عدا ذلك فيجب أن يؤدى في وقته ولا يجوز تأخيره أو تقديمه، ولا علاقة لذلك بكونه قبل الإفطار أو بعده، ولا تجوز صلاة الفجر ولا غيرها من الصلوات قبل وقتها، وعليك المبادرة بالتوبة من تأخير الصلوات، ومتى فاتتك صلاة لنوم أو نسيان فعليك المبادرة بالقضاء على الفور بمجرد الاستيقاظ أو التذكر، لقوله صلى الله عليه وسلم: من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك. رواه البخاري.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني