الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم مقولة "صدفة" يرجع إلى اعتقاد قائلها

السؤال

هل يجوز استعمال كلمة صدفة أو حظي.. مع ذكر أقوال العلماء ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالواجب على المؤمن اعتقاد أن كل ما يحدث في هذا الكون من شيء هو بإرادة وتقدير من الله جل وعلا، قال تعالى: وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ [الأنعام:59].
وأن الله قدر هذا قبل خلق السماوات والأرض؛ كما ثبت ذلك في الحديث الذي أخرجه مسلم عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة.
وعلى هذا؛ فإذا كان القصد بالصدفة هو ما يعتقده الملحدون من أن الأشياء هكذا تحدث صدفة من غير علم أو تدبير من الخالق العليم سبحانه، فهذا كفر يخرج صاحبه عن ملة الإسلام.
أما إذا كان المراد بها حصول الشيء مصادفة من غير علم الإنسان بذلك مسبقًا وهو ما يعرف بالمفاجأة؛ كأن يلقى الإنسان صديقًا عزيزًا عليه مصادفة بعد طول غياب من غير مواعدة بينهما فهذا لا حرج فيه؛ لأنه ليس فيه نفي لعلم الله وتقديره.
وراجع فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ، الجزء الأول ص60.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني