الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حُبُّك إيَّاها أدخلك الجنة

السؤال

إذا قرأ الإنسان سورة الإخلاص في كل صلاة ثم مات. هل يصلي عليه سبعون ألف ملك؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم نقف على ما ذكرت، وثبوته أمر مستبعد، لأن أحرص الناس على الخير هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أصحابه ثم التابعون لهم بإحسان، ولو كان هذا الحديث ثابتًا لعمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم عمل به أصحابه والتابعون لهم بإحسان، ولو عملوا به لنقل إلينا ذلك، فقد نقل إلينا من أفعاله صلى الله عليه وسلم وأفعال أصحابه ما هو أدق من هذا وأقل شهرة، ومع هذا فمما لا شك فيه أن هذه السورة ذات شأن كبير لما اشتملت عليه من أسس التوحيد، حيث تضمنت أسماء الله تعالى وصفاته، وأنه المعبود بحق، ونفت عن الله جل وعلا ما لا يليق به.

ويشهد لفضلها وعلو منزلتها ما في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ يرددها، فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، وكأن الرجل يتقالَّها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن.

وما في صحيح البخاري عن أنس بن مالك: من أنه كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء، وكان كلما افتتح سورة يقرأ بها لهم في الصلاة، مما يقرأ به افتتح بـقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ حتى يفرغ منها، ثم سورة أخرى معها، وكان يصنع ذلك في كل ركعةٍ فكلَّمه أصحابه فقالوا: إنك تفتتح بهذه السورة ثم لا ترى أنها تُجزئك حتى تقرأ بأُخرى، فإما تقرأ بها وإما أن تدعها وتقرأ بأُخرى، فقال: ما أنا بتاركها! إن أحببتُم أن أؤمَّكم بذلك فعلتُ، وإن كرهتم تركتُكم، وكانوا يرون أنه من أفضلهم وكرهوا أن يؤمَّهم غيره، فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر، فقال: يا فلان ما يمنعك أن تفعل ما يأُمرك به أصحابك وما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعةٍ ؟ فقال: إني أُحبها، فقال: حُبُّك إيَّاها أدخلك الجنة.

ويكفي أنها خصت باسم سورة الإخلاص.

جعلنا الله وإياك من أهل الإخلاص، وتجاوز عنا ووفقنا لما يحبه ويرضاه.. آمين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني