الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شبهة حول ثبوت السنة والرد عليها

السؤال

قال لنا أحد الأصدقاء قد يكون صحيح البخاري فيه أحاديث غير صحيحة، لأن بين كتاب البخاري والنبي صلى الله عليه وسلم حوالي 200 سنة، فكيف يكتب ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم بدقة، وقال تجب كتابة أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم في زمن قوله للحديث، وأن مصداقية الوثيقة التاريخية تكون بكتابتها وقت وقوع الحدث، فكيف يتم تناقل حديثه شفهيا لمدة طويلة تم يهتدي البخاري إلى كتابته كما قيل بالضبط دون دخول الخطأ والنسيان والزيادة في الرواية، فذكرنا له علم مصطلح الحديث، فقال إن البخاري من أحد الذين وضعوا أسس هذا العلم!.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يمتنع عقلا ولا شرعا أن يتم نقل الأحاديث النبوية بدقة - وإن طال زمن تناقلها - طالما كانت تنقل عن طريق رواة ثقات ضابطين، وإنما يقدح في مصداقية الخبر إذا كتب مما يتناقله الناس على ألسنتهم دون أسانيد واضحة، أما إذا عرف الإسناد وكان متصلا بنقل عدل ضابط عن مثله مع خلوه من الشذوذ والعلة، فأي غضاضة في قبول مثل هذا الخبر؟! بل قبول مثل هذا هو الواجب شرعا، لقيام الأدلة على ذلك، وانظر الفتويين رقم: 8406، ورقم: 132912، وإحالاتها.

هذا بالإضافة إلى ما كان يتمتع به العرب من قوة الذاكرة، ولذلك كانوا يعتمدون عليها، بخلاف الكتابة، فقد كانت نادرة فيهم، ومع ذلك فالبخاري لم يكن أول من كتب الحديث، وإنما بدأ تدوين الحديث في فترة مبكرة، بل دون بعضه في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، وانظر الفتويين رقم: 8516، ورقم: 111847.

وبخصوص علم الحديث: فقد ظهرت لبنته الأولى في فترة مبكرة سابقة على عصر الإمام البخاري، وكان بعض الصحابة لا يزالون أحياء، وقد أخرج مسلم في مقدمة صحيحه عن محمد بن سيرين أنه قال: لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم، فينظر إلى حديث أهل السنة فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم وكانوا يقولون: إنما هذه الأحاديث دين فانظروا عمن تأخذونها، وإن هذا العلم دين فانظروا عن من تأخذون دينكم. اهـ.

والبحث عن الأسانيد والنظر في حال الرواة هو لب علم مصطلح الحديث.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني