الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل في الاسترقاء والتداوي

السؤال

هل الذهاب لشخص لديه كرامة شفاء البرص بإذن الله، يعتبر تداويا، أو استرقاء؟ ولم لكلا الجوابين؟
سؤالي الآخر: هل حديث سبعون ألفا الذين لا يسترقون، ولا يكتوون، ولا يتطيرون. توقيفي، يعني لا يمكن للإنسان التوبة من هاته الأشياء، والاجتهاد في تحصيل هذا الثواب أم إن من علم به لديه الحق في التوبة، وبإذن الله سيكون منهم؛ لأنني قرأت رواية لعمران بن حصين -رضي الله عنه- الذي كانت تسلم عليه الملائكة حتى اكتوى. وعندما توقف عادت تسلم عليه.
فهل هذا يعني أن التوبة قد تدخل في الحديث، علما بأن التائب عن الذنب كمن لا ذنب له. فمن باب أولى التائب عن الشيء المكروه، أو غير المستحب؟
وسؤالي الآخر هو: الذي كان يفعل تلك الأشياء الثلاث جهلا، ثم تاب؟
وسؤالي الأخير: أنا مريض بالشري المزمن. ومضادات الهستامين لا تجدي نفعا معي، فقررت اعتزال الدواء، والصبر.
فهل هذا أفضل كما قال العلماء بحيث أدخل في الصابرين على البلاء ؟
وشكرا لهذا الموقع، جعله الله في ميزان حسناتكم، وأرجو أن تعذروني لأي خطأ غير مقصود.
بانتظار إجابتكم بفارغ الصبر، وأرجو أن تكون وافية، وكافية.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الاسترقاء نوع من التداوي، وجميع الأسباب التي يفعلها المريض بقصد رفع المرض هي من التداوي.

فقد جاء تعريف التداوي في معجم لغة الفقهاء: استعمال ما يكون به شفاء المرض بإذن الله تعالى من عقار، أو رقية، أو علاج طبيعي .اهـ.

فمن التمس الرقية لدائه، فلا يعد تاركا للتداوي.

وبالنسبة لقولك: (الذهاب لشخص لديه كرامة شفاء البرص بإذن الله ) فإن مثل هذه الدعاوى من زعم القدرة على الشفاء البرص بكرامة، تصدر كثيرا من أهل الشعوذة والدجل، فينبغي الحذر والتأني في العلاج عند مدعيها. وراجع في التفريق بين المعالج بالقرآن، وبين المشعوذ الفتوى رقم: 6347.

وأما بخصوص السؤال الثاني، والثالث: فقد جاء في حديث عمران بن حصين، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب»، قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: «هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون» . أخرجه مسلم.

ومن فعل الأمور المذكورة في الحديث جهلا بحمكها، أو عالما بها، ثم تركها لله عز وجل، فإنه يرجى أن يشمله - إن شاء الله - الفضل الوارد في هذا الحديث، كما سبق في الفتوى رقم: 132068 . مع التنبيه على أن الاسترقاء، والاكتواء ليسا ممنوعين بإطلاق.

وأما السؤال الرابع: فإن فضيلة الصبر لا تنافي التداوي من كل وجه، وإن كان تارك التداوي أعظم صبرا من المتداوي، وقد اختلف العلماء هل التداوي أفضل أم تركه؛ وانظر أقوالهم في الفتوى رقم: 250723.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني