الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستعاضة عن القراءة في الصلاة بسماع المسجل لا يجزئ

السؤال

صلاة الليل ( قيام الليل) حسب المأثورعن الرسول صلى الله عليه وسلم بأن صلاة النافلة والتطوع ممكن أن يكون الإمام غير بالغ ولكن حافظ جيد وبما أن صلاة الليل في كثير من الأحيان تحتاج التطويل والقراءة بطوال السور وكان الرسول يطيل فيها وأنا حسب حفظي قليل وأريد أن أطيل في صلاة القيام هل يمكن أن أستعمل مسجل الكاسيت الصغير ووضع السماعات في أذني وأصلي بها الليل أي هل يجوز ذلك ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن قيام الليل سنة مؤكدة، ووقته يبدأ من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، وقد مدح الله أهله القائمين القانتين، وأثنى عليهم ووعدهم على ذلك أعظم موعدة، فقال سبحانه: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ* فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة:16-17].
وأخبر عن صفوة عباده أنهم استحقوا الجنة، لأن من صفاتهم أنهم: كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الذاريات:17-18 ].
واعلم وفقك الله أنه لا يشرع لك أن تستعمل مسجل الكاسيت الصغير وتضع السماعات في أذنك، مستعيضا بذلك عن القراءة، لقوله صلى الله عليه وسلم: صلوا كما رأيتموني أصلي. وقوله: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد.
ويجوز لك أن تقرأ من المصحف نظراً في صلاة النافلة، ومنها قيام الليل، وقد ثبت هذا عن بعض السلف رحمهم الله، فقد بوب البخاري بابا قال في ترجمته: باب إمامة العبد والمولى، وكانت عائشة يؤمها عبدها ذكوان من المصحف. وهو قول جمهور أهل العلم.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني