الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشريعة هي الميزان لمعرفة موافقة أفعال العباد للشرع وليس العكس

السؤال

بسم الله الرحيم الرحيم أنا التي بعثت لكم الاستفسار السابق بخصوص (حصر الحاجبين) ولكن الإجابة كانت غير واضحة في اللغة (مكتوبة بطريقة مقلوبة).في درس الدكتور عمر (لقاء الأحبة) هناك أمر لفت انتباهي وهو أن السيدات اللواتي حضرن الدرس معظمهن حاصرات حواجبهن بطريقة ملفة للانتباه مع أنهن متحجبات بحجاب في غاية الفخر مما شكك في قتناعي بأمر تحريم (حصر الحجبين) فما قولكم؟أرجو العفو عن الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد سبقت الإجابة على حكم حلق الحاجبين أو ترقيقهما في الفتوى رقم: 8472، والفتوى رقم: 1437، والفتوى رقم: 1007.
وإذا تقرر أن الحكم هو المنع فلا يجوز بعد ذلك لمسلمة أبداً أن تفعل ذلك.
وأما ما ذكرته السائلة من أنها رأت نساء متحجبات وهن مع ذلك متنمصات فهذا لا عبرة به ما دام الأمر فيه مخالفة لدين الله عز وجل، وذلك لأن أحكام الشرع تؤخذ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لا من سلوك الأشخاص، فالشريعة هي الميزان لمعرفة موافقة أفعال العباد للشرع وليس العكس، وهذه قضية يجب التنبه لها جيداً، فكثير من الناس تراه ينحرف عن الدين بحجة أنه رأى فلاناً يفعل هذا، والحق أن هذا خطأ عظيم، وقد أثر عن بعض السلف أنه قال: إن الحق لا يعرف بالرجال، ولكن الرجال تعرف بالحق.
وبالجملة فإنا نرشد الأخت إلى أن تأخذ الأحكام من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولتجعل قدوتها من النساء أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين لأنهن في المنزلة العليا والقدوة الحسنة فيما ينبغي أن تكون عليه المرأة المسلمة من الصلاح والاستقامة على ما يرضي الله سبحانه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني