الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الكفاءة المعتبرة في الإسلام للزواج

السؤال

أنا فتاة ملتزمة دينيًا، تقدم لي شاب للزواج، وطلب مني الإقامة في السنوات الأولى من الزواج مع عائلته.
المشكلة أن والده يعمل في تجارة الأسواق، وأعلمني أحد الموظفين أنه يتعامل بالرشوة، ولكن ليس لي دليل، علمًا أن أخلاقه غير مشكورة، وأخشى من الله من أكل المشبوهات، علمًا أن الشاب يمتاز بأخلاق حميدة، ويعمل محامياً. فهل أقبل به زوجًا أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دمت تعلمين أن هذا الشاب الذي تقدم بطلب الزواج منك ذا خلق ودين ترضينه زوجاً، فليس هناك ما يمنع زواجك منه، لأن الكفاءة المعتبرة في الإسلام تحدد بالاستقامة والخلق.

جاء الحديث الذي رواه أبو حاتم وأخرجه الترمذي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه، فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير....، قالوا: يا رسول الله: وإن كان فيه؟ قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ـ ثلاث مرات.

أما ما سمعت عن والده، فإنه وإن ثبت فإن الله تعالى يقول: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164].

ولو كان عدم التزام الآباء أو الأقارب مخلاً بكفاءة ذي الدين والخلق في نفسه، لما وجد في الدنيا كفء مرضي، ولكن عليك أن تتحفظي فيما عسى أن يصلك من كسب هذا الوالد إن وقفت على ما يبعث على الشك فيه، فقد أخرج الإمام أحمد والنسائي وغيرهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك..

هذا مع أن حسن الظن بالمسلم واجب حتى يظهر عليه خلاف ذلك؛ لقول الله تعالى: إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ [الحجرات:12].

وعليك أن تلزمي زوجك المتوقع بالإنفاق عليك من الحلال.

وفقنا الله وإياك لما يرضيه عنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني