الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير وأحكام قوله تعالى: وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ

السؤال

سؤالي لفضيلتكم هو: ماهو تفسير وأحكام هذه الآية الكريمة: {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُم} وأقوال المذاهب فيها؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد فسر أهل العلم قول الله تعالى: {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ} [المائدة: 89] بثلاثة تفسيرات، أحدها: صونوها عن الامتهان وكثرة الحلف، والثاني: احفظوها من الحنث فيها، والثالث: احفظوها بالكفارة عنها إذا حنثتم فيها.
وقال بعضهم: حِفْظُهَا قَبْلَ الْيَمِينِ أَنْ لَا يَحْلِفَ، وَبَعْدَ الْيَمِينِ أَنْ لَا يَحْنَثَ، وبعد الحنث أن يكفر عنها، كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ: قَلِيَلُ الْأَلَايَا حافظٌ لِيَمِينِهِ * وَإِنْ صَدَرَتْ مِنْهُ الْأَلِيَّةُ بَرَّتِ.
وهذه أقوال بعض المفسرين فيها ؛ قال الطبري "واحفظوا أيها الذين آمنوا أيمانكم أن تحنثوا فيها، ثم تُضِيعُوا الكفارة فيها"
وقال القرطبي: (وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ) أَيْ بِالْبِدَارِ إِلَى مَا لَزِمَكُمْ مِنَ الْكَفَّارَةِ إِذَا حَنِثْتُمْ. وَقِيلَ: أَيْ بِتَرْكِ الْحَلِفِ، فَإِنَّكُمْ إِذَا لَمْ تَحْلِفُوا لَمْ تَتَوَجَّهْ عَلَيْكُمْ هَذِهِ التَّكْلِيفَاتُ.
وقال ابن جزي "وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ أي احفظوها فبرُّوا فيها، ولا تحنثوا، وقيل: احفظوها بأن تكفروها إذا حنثتم، وقيل: احفظوها ألا تنسوها تهاونا بها"
وجاء في روح البيان "واحفظوا أيمانكم بأن تضِنُّوا بها ولا تبذلوها لكل أمر، وبأن تبروا فيها ما استطعتم ولم يفتْ بها خير، فان عجز عن البر أو رأى غير المحلوف عليه خيرا منه فله حينئذ أن يحنث ويكفر"
وقال السعدي {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ} عن الحلف بالله كاذبا، وعن كثرة الأيمان، واحفظوها إذا حلفتم عن الحنث فيها، إلا إذا كان الحنث خيرا، فتمام الحفظ: أن يفعل الخير، ولا يكون يمينه عرضة لذلك الخير".
وهذه الأقوال والمعاني وما تضمنته من أحكام كلها تشملها الآية الكريمة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني