الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المريض النفسي...والصيام

السؤال

من أقاربنا شخص إذا صام يمرض مرضا نفسيا فيشتم هذا ويلعن ذاك لدرجة أنه يسمع بقدوم رمضان ويكرهه لهذه المشكلة وهذه المشكلة من عدة سنوات وهو يقول إنه عمل الولعة وهي الشقارة وعندنا هنا في اليمن القات فأرجو أن تفتونا هل يترك الصيام أم يتابع حيث إن الدين دين يسر وليس دين عسر أفيدونا جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا يجوز للمسلم أن يفطر في رمضان إلا من عذر شرعي مثل مرض لا يستطيع معه الصيام، فإذا برئ من المرض قضى ما عليه مما أفطره في رمضان؛ لقول الله تعالى: (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) [البقرة:184] وأما حالة هذا الشخص فليست عذراً له في الإفطار، وليس الصوم هو السبب بل السبب غيره، لأن الصيام راحة نفسية للمؤمن فربما يكون السبب هو القات أو السيجارة أو يكون الرجل مصاباً بمس من الشيطان يتضايق إذا باشر طاعة من الطاعات فيعالج بالعلاج المشروع، ولا يترك الصيام لذلك، ولأن صيامه فيه إرغام ودحر للشيطان، وإن كانت السيجارة أو القات هي السبب، فإن عليه أن يجاهد نفسه على تركهما، ويستغل هذا الشهر الكريم ليكون عوناً له على ترك هذه الآفات، والوسيلة في ذلك أن يشغل نفسه بغيرها من الأعمال التي تنسيه إياها، وعليه بالجلوس في بيوت الله تعالى لقراءة القرآن، والإكثار من ذكر الله، وأن يجالس الصالحين، ويبتعد عن مجالس السوء التي تعينه على الشر، وعليه بالإكثار من الدعاء فللصائم دعوة مستجابة إذا أفطر، وأما قولك إن الدين يسر فصحيح، وردت بذلك النصوص الكثيرة، وأجمع على ذلك أهل العلم، ولكن ليس من اليسر والتيسير ترك ما أوجب الله من دون عذر معتبر شرعاً. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني