الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يهجر القريب الذي يتابع أهل الضلال والافتراء؟

السؤال

أود الاستفتاء عن حكم علاقتي بخالتي التي تتابع المدعو ياسر الحبيب، وقناة فدك، وقد أوشكت على الابتداع، إن لم تكن قد أصبحت من أهل البدع أصلًا، وعندما واجهتها بكلام الخبيث ياسر الحبيب عن عائشة أم المؤمنين وأبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ لم تتبرأ منه، وهو ـ حسب علمي ـ كفر، والمصيبة أنها محافظة على الصلوات الخمس، وقراءة القرآن، لكنها منذ سنوات لا تتابع مشايخ السنة، ولا تقرأ الكتب الدينية، وقد حاولت نصحها لكنها تكابر وتعاند، ويبدو لي أنها تعتقد أن أمر اعتقادها لا يجب أن يكون عائقًا في علاقاتها مع أقاربها، فهل يجب عليّ هجرها ومقاطعتها؟ وأنا حاليًا أسكن في بيت تملكه، ومعها جدي وجدتي، وأخشى إن أبقيت على علاقة عادية معها أن ينتشر هذا الفكر المنحرف في بقية العائلة؛ لذلك أرى أنه يجب عليّ أن أبين لها أنه لا يمكن لنا التعايش معها في ظل فكرها المنحرف.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب في ضلال هذا الخبيث، ومعاداته لكبار الصحابة، وأمهات المؤمنين ـ رضي الله عنهم ـ وقذفه لعائشة الصديقة بما برأها الله منه! وهذا لا يقتصر حاله على الابتداع والانحراف المبين، بل يتعداه إلى نقض عرى الدين، والطعن في القرآن الكريم! وراجع الفتوى رقم: 236107.

وأما خالتك: فهي على خطر عظيم بمتابعة أهل الضلال والافتراء، وهي بحاجة لمن يبين لها الحق، ويزيح عنها الباطل، ويفند لها ما اشتبه عليها بسبب هؤلاء المفترين.

وأما هجرها: فإن حكمه يدور مع المصلحة الشرعية في معاملتها، فإن كان يزجرها عن هذا الضلال، ويحملها على الرجوع للحق، كان مشروعًا ومطلوبًا، وأما إن كان يزيدها رغبة وإصرارًا على ما هي فيه، فلا يشرع، ولا سيما إن كان لمناصحتها أثر في بيان الحق لها، وراجع الفتوى رقم: 139553.

وإننا لنوصي الأخ السائل بالترفق بخالته، والاجتهاد في استنقاذها من هذه الضلالة، ومراعاة أن الشبهات التي تلقى على عامة الناس ينبغي أن تواجه بالعلم والحكمة، والنصح والشفقة، فإن لأهل الضلال طرقاً ملتوية، وأساليب خادعة، يقلبون بها الحقائق، ويلبِّسون بها على الناس، ويروجون بها الحماقات، فلا بد من تقدير الأمر قدره! فإن لم يكن عندك من العلم والدراية بشبهات هؤلاء القوم فاستعن بالله، واطلب هذا العلم، أو استعن بأهل العلم العارفين، وكتبهم، وتسجيلاتهم المتخصصة في بيان حال هؤلاء الضلال وشبهاتهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني