الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم أداء صلاة العشاء والتراويح في غير المسجد دفعا لمفسدة إغلاقه

السؤال

نحن في دار الكفر، واتفق المصلون ليصلوا العشاء والتراويح في مساحة الرياضة، بسبب شكوى بعض الجيران لارتفاع أصوات المصلين عند عودتهم إلى منازلهم. واللجنة طلبت عدم وجود أحد يصلي العشاء في المسجد خلال هذه الأيام العشرين الأول من رمضان من أجل وحدة الكلمة. ما النصيحة لمن يريد الصلاة في المسجد، وقد تم الاتفاق على تركها لعشرين يوما بسبب أذى الجيران فهل مخالفة ما تم الاتفاق عليه فيه إثم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

فلا حرج في أداء صلاة العشاء جماعة في الساحة المشار إليها، وعدم أدائها في المسجد مراعاة لمصلحةٍ يُرجَى تحقيقها أو مفسدةٍ يُرجى درؤها ، فإذا كان المسجد سيغلق كليا من السلطات فيما لو اشتكى جيران المسجد فلا شك أن هذه مفسدة ، فإذا أمكن دفعها ولو بأداء صلاة العشاء والتراويح في غير المسجد، فإننا لا نرى بأسا بذلك تحقيقا لمصلحة بقاء المسجد ودفعا لمفسدة إغلاقه، وينبغي أن يتفهم المصلون هذا الأمر، ويمتثلوا أمر القائمين على المسجد.

وننصح اللجنة أيضا بأنه إذا رأت أن أداء صلاة العشاء والتراويح بعدد محدود لا تترتب عليه مفسدة، فلتأذن لهم بذلك حتى يُعمر المسجد بطاعة الله تعالى، ولا يتعطل في صلاة العشاء. وإغلاق المسجد مع إمكانية الصلاة فيه من غير مفسدة قد يدخل في المنع الوارد في قوله تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا . سورة البقرة : 114 ، قال السعدي : أي : لا أحد أظلم وأشد جرما ممن منع مساجد الله عن ذكر الله فيها، وإقامة الصلاة وغيرها من الطاعات ... اهــ وانظر الفتوى رقم: 48530 .

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني