الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم دراسة الفتاة الطب حال عدم رغبة الوالد

السؤال

أنا فتاة مسلمة أريد أن أصبح طبيبة وذلك لأساعد أخواتي المسلمات، لأنهن بحاجة إلى الطبيبة المسلمة خاصة في الحالات التي تخص النساء كالتوليد وغيره، والمشكلة هي أن والدي غير مؤيد لذلك وأخبرني أنه لا يريد ذلك، فهل يجوز لي أن أكمل دراسة الطب لهدفي الأول أم ذلك يعتبر من عقوق الوالدين؟ وهل أأثم على ذلك؟ وإن كان الوالد على سبيل المثال موافق ولكنه لا يحب ذلك، فهل يعتبر ذلك من العقوق؟.
وجزيتم خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كانت دراستك للطب تشتمل على أمور محرمة أو يترتب عليها ضرر حقيقي بالوالد، فلا تجوز حينئذ، وأما إن كانت الدراسة مباحة ولا ضرر فيها على الوالد، فلا حق له في منعك منها ولا تكونين عاقة بمخالفته فيها، قال الهيتمي رحمه الله: إذَا ثَبَتَ رُشْدُ الْوَلَدِ الذي هو صَلَاحُ الدِّينِ وَالْمَالِ مَعًا لم يَكُنْ لِلْأَبِ مَنْعِهِ من السَّعْيِ فِيمَا يَنْفَعُهُ دِينًا أو دُنْيَا.

لكن إن كان يتأذى بها أذى كبيراً فإنه يجب عليك تركها، قال الهيتمي رحمه الله: وَقَضِيَّةُ هذا أَنَّهُ حَيْثُ وُجِدَ ذلك التَّأَذِّي وَلَوْ من طَلَبِهِ لِلْعِلْمِ أو زُهْدِهِ أو غَيْرِ ذلك من الْقُرَبِ لَزِمَهُ إجَابَتُهُ، قُلْت: هذه الْقَضِيَّةُ مُقَيَّدَةٌ بِمَا ذَكَرْته إنَّ شَرْط ذلك التَّأَذِّي أَنْ لَا يَصْدُرَ عن مُجَرَّدِ الْحُمْقِ وَنَحْوِهِ كما تَقَرَّرَ.

وانظري لبيان ضابط العقوق الفتوى رقم: 76303.

والذي ننصحك به هو أن تناقشي أباك بهدوء حتى تتوصلا إلى ما هو الأنسب في حقك، وأن تتعرفي على وجهة نظره وتستوعبيها فربما كانت وجهة نظره لما له من الخبرة أقرب إلى الصواب، وإلا فحاولي أن تقنعيه برأيك وتبيني له غرضك من تلك الدراسة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني