الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يأثم من أصاب غيره بعينه وهل يضمن إذا مات

السؤال

في البداية أشكركم على هذا الموقع الرائع وإتاحة الفرصة لنا، يا شيخ: في العام الماضي كنت أحمل في يدي ابن أختي الذي أحبه جداً وكان عمره أربعة أشهر وشعرت في نفسي بأمر عن الطفل، ومن عظم الكلمة ذهبت به مسرعة إلى غرفتي حيث لا يراني أحد وأعذته بالله من الشيطان الرجيم وخفت عليه جدا، وبعدها بيومين عرفت أنه ظهرت في بطنه وأفخاذه حبوب صغيرة، فخفت عليه، لأنني تذكرت ما حصل فأخذته من أمه وذهبت أرقيه وأقرأ عليه وأسقيته من أثري وغسلت جسمه بالماء الذي قرئ فيه.. وبعدها بأسبوع أصابته سخونة فذهبنا به إلى الطبيب فاكتشف أن عنده تضخما في الكبد والطحال، وقعد في المستشفى شهرين ولم يتضح للطبيب سبب تضخهم وسبب السخونة المرتفعة.. علما بأنني توضأت ودعوت له ورافقته في المستشفى... فلم يستجب لأي شيء وتوفي ـ والحمد لله على كل حال ـ فهذه أقدار الله فهل علي إثم حيث أخشى أنني أصبته بالعين؟ وكيف أكفر عن ذنبي؟ أشعر بالحزن والخوف أن يكون يوم القيامة خصمي، فماذا أفعل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن العين حق كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وهي تدفع بالتعويذات والرقية الشرعية والوسائل التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى مسلم في صحيحه: أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد اشتكيت؟ فقال: نعم، قال: باسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك.

ومنها المعوذتان، ومنها اغتسال العائن ثم صبه على المصاب بالعين، ومنها قول العائن: ما شاء الله لا قوة إلا بالله ودعاؤه بالبركة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا رأى أحدكم من نفسه وأخيه ما يعجبه فليدع بالبركة، فإن العين حق. رواه الحاكم وأبو يعلى في مسنده.

وفي مسند أحمد عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف: علام يقتل أحدكم أخاه! هلا إذا رأيت ما يعجبك بركت. وصححه الأرناؤوط.

وقال ابن مفلح في الآداب بعد هذا الحديث: فمن خاف أن يضر غيره فليقل ذلك، وكان عروة إذا رأى شيئا يعجبه قال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله. انتهى.

وأما عن الإثم: فإن كنت أصبته بالعين فعلا فأنت آثمة وتلزمك التوبة من ذلك، واختلف فيمن علمت منه العين إذا أصاب بعينه شخصا متعمدا فقتله، فذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا يضمنه ولا كفارة في هذا ولا دية، لأن العين لا تقتل غالبا وقيل يضمنه ويلزم القصاص أو الدية، وقد ثبت في ضرر العين وخطرها ما في الحلية لأبي نُعيم عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العين تُدخل الرجل القبر، وتُدخل الجمل القدر. وإسناد الحديث حسن، كما ذكره الألباني في صحيح الجامع.

وفي مسند الطيالسي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين، وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 24373، 48731، 71554.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني