الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنب الصغير يعود كبيراً بالإصرار

السؤال

بسم الله هل مشاهدة الأفلام الخليعة والسافرة يعتبر من الكبائر مع الدليل؟وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا ينبغي للمسلم أن يسأل عن الذنب هل هو من الصغائر أم الكبائر بغية التساهل في اقترافه إن كان من الصغائر، فإن الخروج عن أمر الله ونهيه معصية لو آخذ الله بها العبد هلك، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحذر من اقتراف الصغائر والتساهل فيها، فيقول: "إياكم ومحقرات الذنوب".
والسلف رحمهم الله كانوا يقولون: لا تنظر إلى صغر الذنب، ولكن انظر إلى عظمة من عصيت.
والعلماء مختلفون اختلافاً واسعاً في عد الكبائر، وتعريف الكبيرة بين مضيق وموسع، وهذا يعني أن المذنب قد يرتكب ذنباً يظنه صغيراً، وهو عند الله كبير.
وأضف إلى ذلك أن من المقرر عند العلماء أن الذنب الصغير يعود كبيراً بالإصرار عليه، ولذلك يقولون:
لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار
وبعد هذا نقول: قد عد العلماء النظر إلى المرأة الأجنبية بشهوة مع خوف الفتنة كبيرة.
قال العلامة ابن حجر الهيتمي رحمه الله في كتابه المعروف بالزواجر عن اقتراف الكبائر: الكبيرة الثانية والأربعون والثالثة والأربعون والرابعة والأربعون بعد المائتين: نظر الأجنبية بشهوة مع خوف فتنة، ولمسها كذلك، وكذا الخلوة بها… ثم ذكر حديث أبي هريرة الذي رواه الشيخان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كتب على ابن آدم حظه من الزنا مدرك ذلك لا محالة: العينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام…" الحديث.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني