الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا مهندس أشتغل في مجال مبيعات الدهانات للمشاريع الإنشائية، وأبيع الدهانات وأقدم الخدمة للمقاولين، وفي بعض الأحيان يطلب المقاولون دهانين لتنفيذ الدهان في مشاريعهم، فهل يجوز أخذ مبلغ من المال ـ عمولة ـ من هؤلاء الدهانين مقابل إدخالهم والتوصية بهم للعمل في المشروع، علما بأنني في بعض الأحيان أقدم لهم المساعدة، وأعمل معهم ليكسب المشروع؟.
وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي يظهر من السؤال أنك تعمل بصفة مستقلة، ولا تتبع لجهة معينة، فإذا كان الأمر كذلك، فإنه يجوز لك أخذ العمولة من الدهانين على وجه السمسرة، بمعنى أنك تتفق معهم على أنك سوف تبحث لهم عمن يعملون عندهم مقابل مبلغ معين، وانظر الفتوى رقم: 5391، في بيان شروط جواز السمسرة.

ويجوز لك أيضا أن تأخذ منهم عمولة تتفقون عليها مقابل عملك معهم، ومساعدتهم فيما يقومون به، ويكون ذلك من باب الإجارة، أما أخذ العمولة مقابل الجاه، بمعنى اشتراطك أن تتوسط لهم عند المقاولين مقابل مال معين، فهذا غير جائز، ومحل عدم الجواز إذا لم تبذل خدمة تستحق عليها التعويض، أو لم تكن العمولة تبرعا منهم، فإن بذلت ما تستحق عليه التعويض أو تبرعوا لك بشيء دون شرط منك، فلا حرج في أخذه، كما سبقت الإشارة إليه في الفتوى رقم: 34650.

وهذا كله إذا كنت تعمل بصفة مستقلة ـ كما قلنا ـ أما إن كنت تعمل موظفا مع جهة معينة، شركة أو مؤسسة أو ما شابه فلك حكم الأجير الخاص، ولا يجوز لك أخذ عمولة على زبائنها إلا فيما هو خارج نطاق عملك المحدد، وفي غير الدوام الرسمي للجهة التي تتبع لها. وانظر الفتويين رقم: 115400، ورقم: 116300.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني