الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فروق بين المني والودي

السؤال

كثيرا ما أشك في الخارج مني هل هو ودي أو مني، فهل لو قضيت حاجتي وخرج شيء ولم أتيقن منه أستطيع أن أتخير وأجعله وديا ولا أغتسل؟ أم هذا الحكم للمستيقظ من النوم فقط إن وجد بللا؟ وأحيانا بعد قضاء حاجتي أنظر فأجد شيئا كقطعة صفراء متجمدة لا أدري هل خرجت مع البول أم قبله، فهل يمكن أن يخرج الودي قبل البول؟ فأوسوس كثيرا خصوصا إذا كان قضاء الحاجة عند الاستيقاظ مباشرة.
وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فللمني ثلاث خواص عليها الاعتماد في معرفته, قال النووي في بيانها:

1ـ إحْدَاهَا: الْخُرُوجُ بِشَهْوَةٍ مَعَ الْفُتُورِ عَقِيبَهُ.

2ـ وَالثَّانِيَةُ: الرَّائِحَةُ الَّتِي تشبه الطلع والعجين، كما سبق.

3ـ الثالثة: الْخُرُوجُ بِتَزْرِيقٍ وَدَفْقٍ فِي دَفَعَاتٍ.

فَكُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ كَافِيَةً فِي كَوْنِهِ مَنِيًّا، وَلَا يُشْتَرَطُ اجْتِمَاعُهَا، فَإِنْ لَمْ يُوجَدْ مِنْهَا شيء لَمْ يُحْكَمْ بِكَوْنِهِ مَنِيًّا. اهـ.

والودي ماء أبيض ثخين يخرج بعد البول، وعلى هذا فإذا خرج منك شيء بعد البول, وليس فيه شيء من صفات المني السابقة, فهو ودي, وليس بمني، ولا يجوز أن تتخير بين جعله منيا, أو وديا، أما بالنسبة لمن استيقظ من نومه, ولم يدر حقيقة الخارج هل هو مني أم ودي فله أن يتخير بينهما، وهذا مذهب الشافعية, جاء في نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج لشهاب الدين الرملي الشافعي: فلو احتمل كون الخارج منيا أو وديا كمن استيقظ ووجد الخارج منه أبيض ثخينا تخير بين حكميهما فيغتسل أو يتوضأ ويغسل ما أصابه منه. انتهى.

والودي لا يخرج قبل البول، بل بعده, كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 199901.

كما أنه لا يتصف بالصفرة وبالتالي، فما تجده من صفرة متجمدة على ذكرك لا يعتبر وديا, ومني الرجل إذا يبس أشبه رائحة البيض, وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 223558.

لكن إذا خرج منك مني بدون شهوة, فلا يجب عليك الغسل عند الجمهور, كما سبق تفصيله في الفتوى رقم: 142433.

وننصحك بالإعراض عن الوساوس, وعدم الالتفات إليها, فإن ذلك من أنفع علاج لها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني