الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حذار من الاستخفاف باليمين

السؤال

زوجي اشترى أرضاً مع شريك وحلف يميناً (عليها وجه الله إذا تنازل الشريك عن حصته سأكتب حصته باسمك)ولم يفعل ويقول ويقول رأسمالها كفارة يمين هل هذا صحيح ويخليه من وعده لي؟وشكراً. ((

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فهذا الفعل الذي أقدم عليه الزوج من إخلاف الوعد الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبر أنه من علامات النفاق؛ ففي صحيح مسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان، وإذاخاصم فجر.
وعليه؛ فمن وعد وعداً فإنه يطلب بالوفاء به إلا لعذر، وأما اليمين فإن كان حال حلفه ناويا الخلف فهو آثم وإن كفر عنها، لأنه جعل الله تعالى عرضة ليمينه، وقد قال الله تعالى: وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة:224].
وإن حلف وهو عازم على ما وعد به ثم طرأ له الخلف بعد ذلك فالكفارة تكفر اليمين. لكن ليعلم أن قوله (رأسمالها كفارة) ينبئ عن استخفافه باليمين، وهذا لا يجوز لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون.
ولأنه لم يقدر الله حق قدره، قال تعالى: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [الأنعام:91].
فليحذر الزوج من هذا الفعل، ولا يعد إلا وهو يعلم أنه سيفي بما وعد.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني