الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولا أتمنى أن تكونوا كلكم بخير إن شاء الله السؤالان هما:1 – الإنسان مخير أم مسير؟ أنا سألت أحد الأشخاص وقال إنه مخير بسبب وجود الجنة والنار، إذاً ما معنى أن الإنسان من قبل أن يولد وهو لديه كتاب عن حياته!!! أي أن كل ما في الكتاب سوف يفعله؟؟ أرجو إفادتي2- سيدنا موسى عليه السلام وسيدنا محمد صلى الله عليه الصلاة والسلام كلموا ربنا سبحانه وتعالى فسؤالي بأي لغة؟ في ناس قالوا لنا اللغة العربية لأنها لغة القرآن لكن أيام موسى عليه السلام القرآن لم ينزل بعد على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم!!أرجو الإفادة جزاكم الله خيراو السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإنه لا يصح أن يقال: إن الإنسان مخير أو مسير، لأنه مخير ومسير.
فهو مسير لما خلق له، ومخير، لأن الله تعالى أعطاه عقلاً وسمعاً وإدراكاً، فهو يعرف الخير من الشر والضار من النافع، وانظر الفتوى رقم: 4054أما الكتاب الذي يكتب عند نفخ الروح ففيه سعادة المرء وشقاوته، وكل ميسر لما خلق له من الأعمال التي هي سبب لذلك.
فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما منكم من أحد وما من نفس منفوسة إلا كتب مكانها من الجنة والنار، وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة ." قال رجل : يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا، وندع العمل؟ فمن كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة، ومن كان من أهل الشقاء فسيصير إلى أهل الشقاوة؟ قال : " أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاء ثم قرأ: فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى رواه البخاري.
أما تكليم الله تعالى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أو لموسى عليه السلام فليس لنا أن نبحث عن كيفيته، ولا بأي لغة كان، فالله أعلم بذلك.
ولكن نؤمن أن الله تعالى كلمهما تكليماً صحيحاً بلا واسطة، وقد روي عن كعب الأحبار ومحمد بن كعب القرطبي أن الذي سمع موسى كان أشد ما يسمع من الصواعق، وفي رواية أخرى كالرعد الساكن، ولكن كل هذا من الإسرائيليات التي لا تقوم بها حجة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني