الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الربح عبر مواقع الإنترنت في ميزان الشرع

السؤال

أرجو من حضرتكم الفتوى في ‏موضوع منتشر حاليا بشكل كبير جدا ‏على الإنترنت، وفعليا لا يوجد له أي ‏فتوى موثوقة. وجزاكم الله خيرا.‏
موضوعي خاص بالربح من مواقع ‏الإنترنت، ولكن أريد توضيحا لعدة ‏نقاط خاصة بهذه الشركات، بشكل ‏سريع؛ لذ أرجو منكم قراءة ‏موضوعي، والفتوى فيه، وشكرا لكم.
1- يقوم المستخدم بالتسجيل مع شركة ‏إعلانية مجانا، فتطلب منه تصفح ‏بعض الإعلانات، مقابل مبلغ مادي ‏بسيط معروف، ومحدد مسبقا، ولا ‏يشترط أن يدخل يوميا إلى الموقع، ‏أي أنه حر في الوقت الذي يدخله ‏ويتصفح الإعلانات، ويأخذ المال، ‏ولا يشترط له أن يقوم بترقية ‏حسابه، أي يبقى مشتركا بالمجان، ما ‏لم يخالف قوانين الموقع.‏
‏2- إذا قام المستخدم بجلب شخص ‏جديد للشركة، فإن الشركة تربط ‏حساب الشخص الجديد بالشخص ‏القديم، فكلما تصفح الشخص الجديد ‏بعض الإعلانات، تلقائيا تحسب نسبة ‏منها للشخص القديم، دون نقصان ‏حصة الشخص الجديد.‏
‏3- بنفس الطريقة السابقة، ولكن بدلا ‏من أن يُحضر الشخص القديم ‏أشخاصا جددا، يقوم الشخص بعملية ‏استئجار لأشخاص آخرين (وذلك يتم ‏من خلال الشركة نفسها، وفق شروط، ‏وعقد موضح فيه شروط الاستفادة من ‏هؤلاء الأشخاص) وكلما تصفح ‏هؤلاء الأشخاص الإعلانات تلقائيا، ‏تكون له نسبة منها، والاستئجار ‏يكون مقابل مبلغ شهري ثابت، ‏وحصته من الأرباح هي نسبة من ‏قيمة الإعلانات التي يضغطها ‏الأشخاص الذين استأجرهم.‏
‏4- إذا رغب المستخدم في زيادة ‏أرباحه من الأشخاص الذين دعاهم، ‏أو الذين استأجرهم، فإنه يقوم بدفع ‏رسوم سنوية للموقع (وهي اختيارية ‏وليست إلزامية) لزيادة نسبة الربح، ‏والحصول على مزايا أخرى في ‏الموقع لم تكن متاحة له من قبل، ‏ولكن توجد شروط لهذه الترقية. فإذا ‏وافق عليها المستخدم، يقوم بترقية ‏حسابه، ولا يوجد تسلسل هرمي في ‏الاشتراكات، فهي نوع واحد فقط.‏
‏ ‏
ملاحظات:‏
‏* حتى أحصل على فائدة من ‏الأشخاص المرتبطين بحسابي، علي ‏أن أقوم بالضغط على الإعلانات في ‏اليوم السابق (أي إذا لم أضغط اليوم ‏على الإعلانات، فلن أحصل على ‏شيء غدا)‏
‏* يتم الاتفاق بيني، وبين الشركة على ‏قيمة الإعلانات من جديد عند الترقية، ‏والاتفاق على أرباحي من الأشخاص ‏المسجلين باسمي.‏
‏* أستطيع سحب أموالي في أي وقت، ‏ولكن حتى لا تحدث خسارة للشركة، ‏فتقوم بتحديد الحد الأدنى للسحب.‏
‏* لن أحصل على أي أرباح إذا لم أقم ‏بالعمل في الموقع (أي الضغط على ‏الإعلانات، وكل إعلان له مدة معينة)‏
‏* ليس بها تسلسل هرمي، هما فقط ‏مستويان: إما عضوية عادية، أي ‏بالمجان، ولا يشترط دفع أي رسوم ‏إطلاقا، أو عضوية ذهبية، وهي بدفع ‏مبلغ سنوي، مع تحديد الفائدة من ‏وراء هذه القيمة. ‏
أرجو من حضرتكم الفتوى على ما ‏سبق.‏
‏ وشكرا.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد سبقت لنا فتوى حول هذه المسألة، وبينا فيها أنه إذا كان الاشتراك مجانًا، والإعلانات التي يأخذ المشترك الأجر على تصفحها، إعلانات مباحة ليس فيها محذور شرعي، فإنه لا حرج فيها.

كما أنه لا حرج في جلب المشترك لزبائن، وأخذ عمولة على ذلك من قبل الشركة.

وأما ترقية العضوية، أو العضوية الذهبية، فلا تجوز، وكذلك شراء العملاء، أو تأجيرها، فإنه لا يخلو من قمار، وغرر، كما بينا في الفتوى رقم: 192603
والله أعلم.

مواد ذات صلة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني