الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية طهارة وصلاة من تعاني من سلس البول والريح

السؤال

أعاني من مشكلتين مرتبطين ‏ببعضهما: ‏
الأولى: كثرة خروج الغازات مني، ‏بحيث إنها في أغلب الوقت تكون ‏موجودة، في الأول كانت وسوسة ‏عند الصلوات، ولكن مع الوقت ‏فعلا أصبح خروجها حقيقيا، ومتيقنة ‏منه. أتعبتني بشكل كبير، ولم أجد ‏لها شيئا يخفف منها، أريد أن أتخلص ‏منها وأرتاح، وأستحي من الذهاب ‏للمستشفى لهذا السبب، فوجدت هذا ‏المكان أنسب لي.
مشكلتي معها في ‏الصلاة، والوضوء بحيث إني لا ‏أستطيع أن أتوضأ وأصلي مرة ‏واحدة، وأكون متيقنة، قرأت عن حكم ‏من يعاني كثرة الغازات، وأنه يتوضأ ‏لكل صلاة بعد دخول وقتها، ولا ‏يضره ما خرج، بشرط أن يكون يعلم ‏أنه لن يجد وقتا يصلي فيه بطهارة ‏أثناء وقت الصلاة، وهذا الحكم أيضا ‏أتعبني بحيث إنه من الممكن في ‏بعض الأحيان أن تتوقف لوقت بين ‏صلاة، وصلاة، لا يخرج مني ريح، ‏فأظل مهمومة بأنه يجب عليّ أن أعيد ‏صلاتي؛ لأنها توقفت الآن، ولكنه ‏يشق عليّ عند إرادتي الصلاة أن ‏أصلي. وعندما تتوقف أعيد صلاتي، ‏فأحيانا أريد أن أنام وأجدها تتوقف، ‏أو أخرج من البيت، أو أي سبب. ‏
كيف لي أن أصلي؟ وهل يكفي أن ‏أتوضأ، وأصلي مرة واحدة حتى لو ‏شعرت بعدها بفترة أنها توقفت؟
وهي أيضا في بعض الأوقات تستمر ‏من صلاة لصلاة، ولكن متقطعة. ‏
والمشكلة المرتبطة بها هي: الشعور ‏بخروج بول مني في أغلب الأوقات. ‏لماذا أقول إنه شعور؟ لأنني دائما ‏أتحفظ طول الوقت، فلا أعلم عندما ‏يأتيني هذا الإحساس هل نزل مني ‏شيء أم لا؟ مع الأغلب أنه ينزل؛ ‏لأنه إحساس قوي مثل التبول، فعندما ‏أريد أن أصلي أظل في حرب حتى ‏أنتهي بين ألا يخرج ريح، وألا يخرج ‏بول، وإن توقف أحدهما لم يتوقف ‏الآخر. ‏
كيف أعرف أن ما يخرج مني هو ‏بول أو لا؟ أنا حقيقة لا أستطيع أن ‏أجازف وأترك التحفظ للتأكد؛ لأنني ‏لا أريد أن تصاب ملابسي، أو أي ‏مكان أجلس فيه بشيء من البول ‏وأظل في مشقة تنظيفه؟
وكيف أفعل بصلاتي عندها؟
فعندما تتوقف الريح أحيانا أجد أني ‏مضطرة لدخول الحمام-أعزكم الله-‏مرة أخرى لتنظيف البول، وهو يشق ‏عليّ كثيرا؛ لأنني أتأخر في الحمام ‏بسبب تناثر البول على جسمي، ‏وللتأكد أيضا من خروج البول كليا ‏حتى لا ينزل مني شيء بعد ذلك؟
هل يكفيني في هذه الحال أن أتوضأ ‏مرة واحدة، وأصلي مرة واحدة لكل ‏صلاة حتى لو توقف خروج الريح ‏بعد الصلاة، أم إن عليّ إعادة ‏وضوئي وصلاتي؟
نعم أعاني من وساوس، ولكن خروج ‏الريح والبول لا أجدهما كذلك، ‏خصوصا الريح، حيث أجدها في ‏صلاتي، وفي غير ذلك. ‏
أفتوني فأنا أشعر بتأنيب ضمير، ‏وأرى الناس يصلون في رمضان كما ‏يشاؤون من النوافل، وأنا أرى ‏فروضي تضيع مني؛ لأنني أصبحت ‏أصلي مرة واحدة فقط حتى لو توقف ‏بعدها خروج الريح.‏
وأعتذر عن الإطالة.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى لك الشفاء، والعافية.

وبخصوص الوسواس: فننصحك بما ننصح به كل مصاب بهذا الداء، وهو الإعراض التام عنه، وعدم الالتفات إليه مطلقا، مع الدعاء، والالتجاء إلى الله تعالى ليصرفه عنك؛ وانظري - لمعرفة سبل التخلص منه - فتوانا رقم: 51601

أما عن السلس الذي بك: فقد بينا في فتاوى عديدة، أن صاحب السلس إذا علم أن حدثه ينقطع في أثناء وقت الصلاة، زمنا يتسع لفعل الطهارة، والصلاة، لزمه الانتظار حتى يأتي ذلك الوقت، فيصلي فيه، سواء كان انقطاع الحدث في أول الوقت، أو وسطه، أو آخره.

وأما إن كان هذا الانقطاع غير معلوم، فإن له أن يصلي متى شاء من الوقت، وانظري الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 136434- 137403 - 138435

ثم إنه بالنسبة للبول خاصة، لا بد لك من التحفظ منه، وذلك بشد خرقة أو نحوها على الموضع، حذرا من انتشاره في الثياب، وفي لزوم إعادة الشد والتعصيب لكل صلاة، خلاف، وقال الحنابلة إن ذلك لا يلزم، كما ذكرنا في الفتوى الأخيرة من الفتاوى المحال عليها آنفا.

واعلمي أن كل ما ذكر من أحكام صاحب السلس هو مذهب الجمهور، وهو المفتى به عندنا ، وللمالكية قول خاص بهم في شأن صاحب السلس، بيناه تفصيلا في الفتوى رقم: 75637

ولا حرج في العمل به للحاجة، وليس ذلك من تتبع الرخص المذموم شرعا، كما بينا في الفتوى رقم: 134759

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني