الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا بأس بمساعدة الولد مالياً وإن كان لا يصلي

السؤال

لدي محل يعمل فيه ولدي مسئولاً مباشرا عنه ، المحل بحاجة إلى تحسينات تتكلف مبلغا من المال . وابني مؤتمن على المال نشيط يخاف الله ولا يتعاطى المحرمات ولا يرتكب المعاصي ( على حد علمي) وسمعته وسمعتنا بين الناس ولله الحمد حسنة، وكل ما في المحل حلال ولكنه لا يصلي لا إنكارا لوجوبها بل كسلا وتراخيا والسؤال يا سيدي هل يجوز لي شرعا أن أعطيه المال اللازم لعمل التحسيبنات اللازمة للمحل على أمل أن يتحسن ويبدأ في تحقيق الربح حيث المحل بالوضع الحالي لا يدر ربحا بل ويحقق خسائر. فهل يجوز لي شرعا أن أدعمه بالمال اللازم وأنا على علم بأنه لا يصلي؟بارك الله فيكم وتقبلوا خالص الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا حرج عليك إن أعطيت ولدك الذي لا يصلي مالاً على سبيل المساعدة حتى تتحسن تجارته، وتعود عليه بالربح بإذن الله تعالى ما دمت يغلب على ظنك أن ذلك ينفعه وليس فيه إضاعة للمال، ولتجعل من ذلك مطية لنصيحته ودعوته إلى الله لكي يعود إليه، ويصل نفسه به، بالصلاة له تعالى، وذكِّره بأنه على خطر عظيم بتركه للصلاة التي هي عماد الدين، والتي من تركها فقد هدم الدين، ولا حظ في الإسلام لمن ضيعها؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : " إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ."
بل إن تركه للصلاة قد يكون سبباً لما يعيش فيه من ضنك وحرمان من الرزق، فعن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القدر إلا الدعاء، وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه." رواه أحمد وابن ماجه، وقال الألباني: حسن؛ دون : " وإن الرجل ...."
ونوصيك بكثرة الدعاء لولدك بالهداية ونسأل الله تعالى أن يمن علينا وعليه وعليك وسائر المسلمين بالهداية والتوفيق.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني