الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تعارض بين جواز إمامة الفاسق في الصلاة وبين قوله تعالى: لاينال عهدي الظالمين

السؤال

هل من تعارض بين قوله عليه الصلاة والسلام: صلوا وراء كل بر وفاجر ـ وقوله تعالى: وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين؟.
وجزاكم الله خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الحديث ضعيف، كما بينا في الفتوى رقم: 1714.

وعليه، فلا يصلح أن تعارض به الآية، ولكن ينبغي التنبه إلى أن الصلاة خلف العاصي المصر على معصيته قد اختلف العلماء فيها، والراجح صحتها، ولكن لا ينبغي تقديمه للإمامة، ويدل لصحتها ما في صحيح البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يصلون لكم، فإن أصابوا فلكم، وإن أخطأوا فلكم وعليهم.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:.... الأئمة متفقون على كراهة الصلاة خلف الفاسق، لكن اختلفوا في صحتها، فقيل لا تصح كقول مالك وأحمد في إحدى الروايتين عنهما، وقيل بل تصح كقول أبي حنيفة والشافعي، والرواية الأخرى عنهما ـ أي عن مالك وأحمد ـ ولم يتنازعوا أنه لا ينبغي توليته. اهـ.

وأما الآية، فقيل: العهد: النبوة، وقيل: الظلم: الشرك، وقيل: لا يكون الظالم إماما يقتدى به، وقيل: المراد بالإمامة الولاية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني