الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تأثم البنت بامتناعها عن إعطاء ولدها لأمها لتحضنه

السؤال

أنا أرملة، وعندي ولد يبلغ من العمر ‏ثلاث سنوات، وتقدم لي رجل صالح، ‏وافقت عليه، وهو راض بأن يعيش ‏ابني معي، ولكن أمي رفضت أن آخذ ‏طفلي معي؛ لأنها تحب ابني كثيرا، ‏مع العلم أن أبي كبير في السن، وهو ‏كفيف، وإخواني متزوجون، ولا ‏يوجد في البيت سوى أمي وأبي؛ ‏ولهذا أريد أن يعيش ابني معي ‏للاهتمام به، ورعايته، ووعدت أمي ‏بزيارتها كل أسبوع، ولكنها مصرة ‏على الرفض. هل إذا أخذت ابني ‏رغما عن أمي علي إثم، أو يكون ‏ذلك من العقوق؟
‏ أفيدوني جزاكم الله خيرا.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد نص الفقهاء على أنه في حال الفراق بين الزوجين، المرأة أحق بحضانة ولدها، ما لم تتزوج، فإن تزوجت تسقط حضانتها، وتنتقل إلى من هي أولى بالولد كأم الأم. وأوضح الفقهاء حكمة سقوط حضانتها في هذه الحالة، فراجعي الفتوى رقم: 148345.

فإذا تم الزواج، فأمك أحق بحضانة ولدك، إن كانت أهلا لحضانته، ولا يجوز لك الامتناع عن إعطائها الولد، فإن ذلك يتضمن ظلما وعقوقا. ويمكن مطالعة شروط الحاضن في الفتوى رقم: 9779. وإن لم تكن أهلا لحضانته، فلا إثم عليك بمخالفتها، فأهل العلم قد قيدوا وجوب طاعة الوالدين بما فيه مصلحة لهما، ولا ضرر فيه. وانظري الفتوى رقم: 76303.

وإذا لم تكن مؤهلة لحضانته، انتقلت الحضانة إلى من هي أولى به بعدها. فإن رضي من له الحق في الحضانة ببقاء ولدك عندك بعد زواجك، فلا بأس.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني