الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلاق الغضبان واقع ما لم يزل عقله

السؤال

قال لي زوجي: أنت طالق، بعد مشادات ‏كلامية، وشجار عنيف، وتطاول ‏بالأيدي، ومحاولة ضربي له، وضربه لي، واحتداد النقاش ‏فيما بيننا. وإذا به يتلفظ بها، وذلك ‏بسبب تغيبه عن المنزل لساعات طويلة في العمل، وعدم الاهتمام بي، ‏كما كان في السابق. ‏
أفيدوني فهل يقع الطلاق أم إنه لا ‏يحسب، ويكون من شدة الغضب؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالغضب لا يمنع نفوذ الطلاق ما دام صاحبه مدركاً لما يقول، غير مغلوب على عقله. قال الرحيباني الحنبلي -رحمه الله-: وَيَقَعُ الطَّلَاقُ مِمَّنْ غَضِبَ، وَلَمْ يَزُلْ عَقْلُهُ بِالْكُلِّيَّةِ؛ لِأَنَّهُ مُكَلَّفٌ فِي حَالِ غَضَبِهِ بِمَا يَصْدُرُ مِنْهُ مِنْ كُفْرٍ، وَقَتْلِ نَفْسٍ، وَأَخْذِ مَالٍ بِغَيْرِ حَقٍّ، وَطَلَاقٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ. مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى.

وعليه، فما دام زوجك قد تلفظ بصريح طلاقك، مدركاً، غير مغلوب على عقله، فقد وقع طلاقه، وإذا لم يكن طلاقه مكملاً للثلاث، فله مراجعتك قبل انقضاء عدتك، وقد بينا ما تحصل به الرجعة شرعا في الفتوى رقم: 54195. وننبه إلى أنّ الواجب على الزوجين المعاشرة بالمعروف، والحرص على معالجة الخلافات بالحكمة، والوسائل المشروعة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني