الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم كفارة تأخير قضاء رمضان إلى رمضان اللاحق

السؤال

في بلدنا نتبع المذهب المالكي، وقد كان علي قضاء في رمضان وقضيته، ولكن بعد دخول رمضان آخر، وقد سمعت شيخا يقول: بأنه يجب القضاء فقط دون إطعام عند المالكية، فماذا علي أن أفعل؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فتأخير القضاء إن كان لعذر ولم يتمكن منه صاحبه إلا بعد رمضان الثاني، فليس عليه إطعام، وإنما عليه القضاء فقط، أما إن كان التأخير عن تفريط ـ بدون عذر ـ فعلى صاحبه مع القضاء الكفارة الصغرى وهي: إطعام مسكين عن كل يوم مُدّا كما نصت عليه جميع كتب المالكية جاء في المدونة الكبرى: ومَن فرَّطَ في قضاء رمضان حتى دخَلَ عليه رمضان آخرُ، وقد أمكنه القضاءُ قبله، فقد لزمه كفارة التفريط مُدًّا لكلِّ يومٍ إلَّا أَنْ يَكُونَ كَانَ مَرِيضًا حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ آخَرُ فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ مِنْ الطَّعَامِ، وَإِنْ كَانَ مُسَافِرًا حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ آخَرُ فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ أَيْضًا إلَّا قَضَاءُ رَمَضَانَ الَّذِي أَفْطَرَهُ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يُفَرِّطْ. اهـ
وجاء في رسالة ابن أبي زيد المالكي: ويطعم من فرط في قضاء رمضان حتى دخل عليه رمضان آخر. اهـ

وعلى ذلك فإن عليك مع القضاء إطعام مسكين عن كل يوم إذا كنت مفرطا، وإن لم تكن مفرطا فليس عليك إلا القضاء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني