الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عبادات يشرع فعلها في عشر ذي الحجة وفي غيره

السؤال

أريد كل العبادات التي تقربنا من الله والتي فيها أجور عظيمة، غير عشر ذي الحجة، كل ما تعرفونه من العبادات دلوني عليه إذا تكرمتم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فالسؤال فيه شيء من الغموض لأنك تسألين عن العبادات ثم قلت (غير عشر ذي الحجة) وعشر ذي الحجة أيام يشرع فيها الاجتهاد في العبادة وليست هي عبادات في ذاتها، والذي يمكننا قوله أنك إذا كنت تسألين عن المواسم التي لها مكانة في الإسلام ويشرع فيها الإكثار من العبادة غير عشر ذي الحجة فهي: شهر رمضان، والأشهر الحرم عموما، وهي بقية شهر ذي الحجة بعد العشر الأول، وشهر المحرم، لا سيما العاشر منه وهو عاشوراء إذ يشرع صيامه، ومن الأشهر الحرم شهر رجب، وقد قال الله تعالى في هذه الأشهر ... فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ... {التوبة:36}، قال القرطبي في تفسيره: "فيهن" أي: في الأشهر الحرم. قال قتادة: العمل الصالح أعظم أجرا في الأشهر الحرم، والظلم فيهن أعظم من الظلم فيما سواهن... اهــ .

وإن كنت تسألين ما هي العبادات التي يشرع فعلها في عشر ذي الحجة فجوابه: أن العبادات بابها واسع بمعنى أنها كثيرة ويشرع الإكثار ما أمكن منها، كالصلاة، والصوم، والصدقة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والإحسان إلى الجار واليتيم، وعيادة المريض، وقراءة القرآن والذكر، وتقديم العون للناس، وغيرها من أبواب الخير، وفي الحديث: الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ. رواه مسلم.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني