السؤال
ما حكم الشرع في طفل عمره شهران مصاب بمرض نقص المناعة في جسمه منذ ولادته، وهو الآن بالمستشفى وعليه الأجهزة الطبية التي تعينه على الحياة، وقد قرر الأطباء بأن الشفاء من حالته ميؤوسً منها نهائياً . والسؤال هل يجوز للأطباء أن يرفعوا الأجهزة الطبية عن جسم الطفل بالتالي تنتهي حياته، أو إبقاء الأجهزة الطبية إلى ما شاء الله؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فاعلم وفقك الله للخير أن الحياة نعمة من نعم الله ومنة منه سبحانه وتعالى قال تعالى: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) [الملك: 2]. ولا يجوز لأحد أن يكون سبباً في إزهاق نفس محترمة خلقها الله ولذلك أوجب العلماء شراء ما فيه حفظ النفس من الهلاك وذلك في حال الاضطرار إلى الطعام أو الشراب. ما دام في مقدور المرء الحصول على ذلك. وحيث إن هذا الطفل منوم في المستشفى وعليه الأجهزة الطبية التي تساعده على الحياة وفي مقدورهم الاستمرار على ذلك وإن كان يكلفك المال اللازم لذلك ـ فلا يجوز شرعاً نزع هذه الأجهزة عن هذا الطفل بل يجب المحافظة على حياته قدر المستطاع ما دام في وسعكم ذلك. ولا شك أن السائل الكريم يعلم أن الله جل وعلا قادر على شفاء هذا الطفل قال تعالى: (وإذا مرضت فهو يشفين) [الشعراء: 80] والمرض الذي لم يعلم له أحد علاجاً اليوم قد ييسر الله تعالى معرفته غدا. أو يجري الله تعالى أسبابا لا نعلمها للشفاء، فعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لكل داء دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله" [رواه البخاري]. ولأبى داود والترمذي عن أسامة بن شريك قال: قالت الأعراب: ألا نتداوى يا رسول الله؟ قال: "نعم يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء إلا داء واحدا. قالوا يا رسول الله ما هو؟ قال: الهرم". وعليك أخي السائل الكريم الإكثار من الدعاء لهذا الطفل أن يعافيه الله تعالى وأكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله ومن الاستغفار والتمس دعاء الصالحين وتحين أوقات الإجابة والله نسأل أن يعافي هذا الطفل وأن يشفيه إنه سميع الدعاء.
هذا والله تعالى أعلم.