الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من حج متمتعا وترك سعي الحج وطواف الوداع

السؤال

لقد بعثت لكم سؤالا برقم: 2521061 يتعلق بتركي للسعي من حج سابق, ووصلتنني إجابة حضراتكم بعد سفري للحج هذا العام, ولم أقرأها إلا بعد عودتي من الحج، وما فعلته في الحج هذا العام هو: أني خرجت من بلدي بنية العمرة متمتعا بها إلى الحج, وأتممت العمرة, وتحللت منها بالتقصير، ثم بعد ذلك قمت أنا ووالدتي بإعادة طواف الإفاضة, وسعي الحج, وطواف الوداع للحج السابق الذي كنا لم نسع فيه, وذلك احتياطا منا, وبعد ذلك تم دفع المال والتوكيل بذبح 2 فدية، فهل العمل بالترتيب الذي ذكرته يكون صحيحا؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه, أما بعد:

فما فعلتماه صحيح في الجملة، وقد سئل الشيخ/ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-عن معتمر ترك السعي قبل سبع سنوات من وقت السؤال؟ فأجاب -رحمه الله تعالى- بقوله: فالذي أرى: أنه يجب عليه أن يذهب إلى مكة, ويأتي بعمرة فيطوف ويسعى ويقصر، ثم يأتي بالسعي السابق الأول؛ لأنه ما زال دينا في ذمته. اهــ.
لكن هنالك أمور ينبغي التنبيه عليها:
1- ما كان يلزمكما إعادة طواف الإفاضة، ما دمتما قد طفتما للإفاضة في حجكما السابق، وإنما اللازم لكما هو: الإتيان بالسعي بعد طواف صحيح، ولو كان طواف نفل.
2- ترككما لطواف الوداع بعد حجكما السابق ترتب عليه لزوم دم على كل واحد منكما، ولا يسقط ذلك الدم بما فعلتما من إعادته في حجكما الحالي، لأنه قد استقر في ذمتكما، كما نص على ذلك الحنابلة والشافعية في الأصح عندهم.
3- لو كان قد حصل جماع قبل السعي, فإنه يترتب عليه دم أيضًا، لأن الجماع لا يحل إلا بعد التحلل الثاني، والتحلل الثاني لا يكون إلا بعد الطواف والسعي. وللفائدة راجع الفتوى رقم: 64459.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني