الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أضرار كثرة مشاهدة الأفلام والتفكير الجنسي وخروج المذي

السؤال

ما ضرر كثرة مشاهدة الأفلام، وضرر كثرة التفكير الجنسي، وكثرة خروج المذي -من الناحية الدينية، والبدنية، والنفسية-؟
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأفلام عمومًا لا تخلو من المنكرات، كتبرج النساء، والاختلاط المحرم، والموسيقى, وكلمات الغرام, والفحش بين العشيق وعشيقته, ونحو ذلك من البلايا التي تضر بدين المرء، فتؤزه نفسه والشياطين إلى الشهوة المحرمة, وتحرك الكامن فيها -ولو لم يشاهدها بكثرة-, فمثل هذه الأفلام لا تجوز مشاهدتها لما في ذلك من مخالفة أمر الله, وأمر رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
ولا شك أن أضرارها الدينية تتزايد مع كثرة مشاهدتها، وكذا الأضرار النفسية، حيث تسيطر تلك المشاهد على نفسه وعقله، وغالبا ما يطلب صاحبها تفريغ شهوته في الحرام، وما ينتج عن ذلك من أضرار بدنية، وأمراض يصاب بها من فرغ شهوته في الحرام إما بالاستمناء أو الزنا -والعياذ بالله-.
وهذه الأضرار تتشابه مع من أرخى لتفكيره العنان في التخيلات الجنسية، فإن كثرتها، وعدم قطعها، يؤدي إلى التمادي في الشهوات، والرذيلة، من مشاهدة أفلام خليعة، وصور محرمة، وغير ذلك.
وقد ذكر موقع (الإسلام سؤال وجواب) بعض الأضرار الدينية والنفسية الناتجة عن كثرة التفكير في الأمور الجنسية، فذكر منها:
1- أن كثيرا من المتخصصين النفسيين يعدون التخيلات الجنسية اضطرابا نفسيا إذا سيطرت على عقل الإنسان، بحيث تفقده كل لذة تأتي من غير طريق تلك التخيلات، وذلك قد يفضي إلى تخيلات جنسية غير سوية.

2- أن الشريعة الإسلامية جاءت بقاعدة سد الذرائع، ومنع كل باب يفضي إلى الشر، وإفضاءُ التخيلات الجنسية إلى الوقوع في المحرمات أمر متوقع، فإن مَن أَكثَرَ مِن تصور شيء وتمنيه لا بد وأن تحفزه نفسه إلى الحصول عليه، والسعي إلى الاستكثار منه، فيبدأ بالتطلع إلى الصور المحرمة، وتعتاد عيناه على مشاهدة المحرمات، سعيا لتحقيق الشبع الذي أصبح مرتبطا بتلك التخيلات.

3- أن غالب تلك التخيلات إنما تجتمع في الذهن بالأسباب المحرمة، عن طريق فضائيات الرذيلة، ومشاهدات الواقع المتحلل من كل خلق في بلاد الكفار، حيث ينعدم الحياء, وتصبح مناظر ممارسة الجنس مألوفة معتادة.

4- وأخيرا: قد تفضي كثرة تلك التخيلات إلى زهد الزوجين ببعضهما، فلا تعود الزوجة محل نظر الزوج، كما لا يعود الزوج محل إقبال الزوجة، وتبدأ حينئذ رحلة المعاناة, والمشاكل الزوجية. انتهى.
وأما كثرة المذي: فإنها قد تكون لقوة الشهوة, وقد تكون بسبب علة, أو بسبب تكرار النظر المحرم، أو التخيلات الجنسية التي مر ذكر ضررها وآثارها.
ونصيحتنا للسائل: أن يتواصل مع قسم الاستشارات في موقعنا، فسيجد -إن شاء الله- ما ينفعه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني