الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علة تحريم أكل بيض النسر والتمساح

السؤال

انتشر في الآونة الأخيرة فتوى تحريم تناول البيض المتساوي طرفاه، مثل: بيض النسر، والتمساح، وغيرهما، فأرجو شرح هذه المسألة، وهل هي حقا صحيحة -مع الاستدلال بالسنة إذا أمكن-؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس تحريم تناول بيض النسر والتمساح لكونه متساوي الطرفين، وإنما العلة: أن ما لا يؤكل لحمه لا يؤكل بيضه لنجاسته، وليس في المسألة حديث نعلمه.
قال في أسني المطالب شرح روض الطالب: ( وَفِي ) حِلِّ أَكْلِ ( بَيْضِ مَا لا يُؤْكَلُ تَرَدُّدٌ ) هَذَا مِنْ زِيَادَتِهِ، وَقَوْلُهُ: تَرَدُّدٌ، أَيْ: خِلافٌ. قِيلَ: مَبْنِيٌّ عَلَى طَهَارَتِهِ، قَالَ فِي الْمَجْمُوعِ: وَإِذَا قُلْنَا بِطَهَارَتِهِ حَلَّ أَكْلُهُ بِلا خِلافٍ; لأَنَّهُ طَاهِرٌ غَيْرُ مُسْتَقْذَرٍ بِخِلافِ الْمَنِيِّ، قَالَ الْبُلْقِينِيُّ: وَهُوَ مُخَالِفٌ لِنَصِّ الأُمِّ، وَالنِّهَايَةِ، وَالتَّتِمَّةِ، وَالْبَحْرِ، عَلَى مَنْعِ أَكْلِهِ, وَإِنْ قُلْنَا بِطَهَارَتِهِ قَالَ: وَلَيْسَ فِي كُتُبِ الْمَذْهَبِ مَا يُخَالِفُهُ. انتهى.
وقال في مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى: (وَعَرَقٌ وَرِيقٍ لِغَيْرِ طَاهِرٍ) نَجِسٌ (وَبَيْضٌ وَقَيْءٌ وَوَدْيٌ) لِغَيْرِ مَأْكُولٍ نَجِسٌ. انتهى.
وقال الشيخ/ ابن جبرين -رحمه الله- في شرح أخصر المختصرات: بيض ما لا يؤكل، كبيض النسور، وبيض الغراب، والحدأة، وما أشبهها، وكذلك بولها وروثها، وكل ما ليس بمأكول اللحم، يعتبر نجسا. انتهى.
وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتوى برقم: 192733.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني