الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحديق النظر في الآخرين مخالف للآداب والأخلاق الحميدة

السؤال

عند الانتهاء من الصلاة بعض الأحيان يكون المصلون صفين، والصف الثاني يكون فيه متأخرون، فبعض المصلين في الصف الأول يضعون أعينهم في أعين المصلين المتأخرين في الصف الثاني أثناء إتمامهم الصلاة، ويطيلون في النظر، فيحصل لهم تشويش في الصلاة. فما قولكم في الشخص الذي ينظر للمصلين، ويطيل في النظر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فينبغى أن ينصح من يقوم بمثل هذا الفعل، ويبين له أن تحديق النظر في الآخرين سواء كانوا في الصلاة أو في غيرها، مخالف للآداب والأخلاق الحميدة، ولهذا عد من العقوق في حق الوالدين؛ قال عروة: "ما بر والديه من أحدّ النظر إليهما".
وينصح كذلك بالاشتغال - بعد الصلاة - بأذكارها، كما كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يفعل، ففي صحيح مسلم، وغيره، عن ثوبان -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثًا، وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ذا الجلال والإكرام.

ووردت عنه -عليه الصلاة والسلام- أدعية كثيرة تقرأ بعد الصلاة، انظرها مفصلة في الفتوى رقم: 4817.

وينبغي كذلك أن يكون حال قراءته للأذكار متجهًا للقبلة، إن لم يكن إمامًا، فالإمام وحده يختص باستحباب الإقبال على المصلين بعد السلام، وانظر الفتوى رقم: 51770.

وفي المقابل: على المصلي أن يقبل على صلاته، وأن لا يشتغل بنظر الآخرين إليه، بل يفرغ قلبه من كل ما سوى مولاه، وحينئذ لن يشعر بنظر الناظرين، لأنه مشغول بما هو أعظم، وهو: مناجاة رب الأرباب -سبحانه وتعالى-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني