الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف الشرع ممن رمى القرآن مغضبا

السؤال

ما حكم من رمى القرآن على الأرض وكان في حالة غضب شديد ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا يخلو من فعل هذا من أمرين:
الأول: أن يكون فعله على سبيل الاستهزاء والحال أنه مدرك لما يفعل.. فهذا لا شك أنه بفعله هذا قد خرج من دائرة الإسلام، لقول الله تبارك وتعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ [التوبة:65-66].
الثاني: أن يكون فعل ذلك لا على سبيل الاستهزاء.. فهذا إن كان لديه وعي لما يصدر منه فإنه قد أتى آثماً عظيماً يستوجب التوبة لأنه فعل ما ينافي التعظيم والاجلال في حق كتاب الله عز وجل.
أما إن كان فعل ذلك في حالة لا يشعر فيها بما فعل من تصرفات فلا شيء عليه إن شاء الله تعالى، ويستأنس لهذا بما حكاه القرآن عن إلقاء موسى عليه السلام، للألواح لما كان مغضباً، حيث قال الله سبحانه: وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ [الأعراف:150].
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني