الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخر الزواج مع القدرة عليه هل يلزم أن يكون بسبب دعوة مظلوم

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 32 عاما، ولم يتيسر لي الزواج مع وجود الرغبة والقدرة! علما بأني أبحث عن بنت ملتزمة فقط.
سؤالي: هل هناك دعوة عليّ من أحد قد ظلمته تسببت في هذا؟
أرجو توضيح كيف أنجو وأتوب من شر دعوة قديمة عليّ؟ وهل هناك كفارة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يرزقك زوجة صالحة تقر بها عينك، ونسأله لنا ولك العافية من كل سوء وبلاء.

واعلم أن تأخر الزواج لا يلزم أن يكون عقوبة على ذنب، أو إجابة لدعوة مظلوم ظلمته، بل قد يكون لمجرد الابتلاء، والابتلاء يقابل بالصبر، فنوصيك بالصبر والحرص على العفاف، فبالصبر والتقوى يبلغ العبد عالي الدرجات، قال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:90}، وراجع في فضل الصبر الفتوى رقم: 18103. واحرص على الدعاء، وبذل الأسباب في البحث عن الزوجة الصالحة، فإن لم تجد من النساء من بلغت درجة عالية في صفات الكمال، فسدد وقارب، وارض بمن تجد من النساء ملتزمة بالفرائض في الجملة، وخاصة الصلاة والحجاب، مجتنبة لكبائر الذنوب، وإن كان لديها شيء من التقصير في بعض الأمور، واعمل بعد ذلك على حسن تربيتها، وهو ممكن -إن شاء الله-.

وإن كنت قد ظلمت أحدًا من الناس فبادر إلى التوبة، والتحلل من حق المظلوم، ولمعرفة شروط التوبة من حقوق العباد راجع الفتوى رقم: 181961.

ولا يلزم أن تستجاب دعوة من دعا عليك، ولا سيما إن كان قد دعا عليك بغير وجه حق، فإنها دعوة بإثم لا تستجاب. ونوصيك بسؤال الله العافية، وهنالك كثير من الأدعية التي تتضمن هذا المعنى، وقد ضمَّنَّا الفتوى رقم: 50832 طرفًا منها. واحرص أيضًا على الصدقة والإحسان، روى الطبراني في الأوسط - وصححه الألباني - عن أم سلمة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: صنائع المعروف تقي مصارع السوء, والصدقة خفيا تطفئ غضب الرب... الحديث.

وإن كنت تسأل عن كفارة مخصوصة: فالكفارة واردة في أمور معينة في الشرع ككفارة اليمين، وكفارة القتل، وكفارة الظهار، وليس للظلم كفارة إلا التوبة والتحلل من المظلوم كما سبق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني