الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف البنت إن منعها أبوها من الزواج بكفئها

السؤال

أنا بنت أبلغ من العمر 26 سنة، وتقدم لي رجل مطلق وعنده طفلان، وهو على خلق ودين، في أول الأمر وافق والدي، ولكن بعد مرور شهر أصبح والدي يرفضه؛ لأن شخصا ما جاءه وأخبره بأن طليقة الخاطب لن تتركني أعيش بسلام، وقال له: كيف ترضى أن تزوج ابنتك من مطلق ولديه أطفال؟ رغم أنني أحب هذا الرجل، ومتعلقة به، وهو كذلك، مع العلم أنه سبق أن تقدم لي هذا الرجل العام الماضي، وحصل نفس الشيء، وأنهينا الخطبة رغم تعلقنا ببعضنا بسبب والدي، لكن هذه المرة أنا أحس أنني غير قادرة على التخلي عنه؛ فأنا أحبه بشدة، ولا أعرف كيف أقنع والدي به؟ مع العلم أن والدي يعرف أن هذا الرجل على خلق ودين، وأنه من عائلة محافظة -والحمد لله-، وأنا لا أعرف ماذا أفعل؟ أريد أن أرضي والدي، وفي نفس الوقت لا أريد التخلي عن هذا الرجل!
- ما حكم رفض الأب لمثل هذا الخاطب؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأب -في الغالب- أحرص الناس على اختيار الزوج الصالح لابنته، وتحصيل مصالحها في الزواج، وغيره؛ لما له من الخبرة والدراية مع ما فطره الله عليه من الشفقة عليها، لكن ليس من حقه أن يمنع موليته من التزوج بكفئها، وإذا فعل ذلك تعنتًا كان عاضلًا لها، ومن حقها رفع الأمر للقاضي ليزوجها أو يأمر وليّها بتزويجها، كما بيناه في الفتوى رقم: 79908.
فإن كان هذا الرجل كفؤًا لك فلا حقّ لأبيك في الامتناع من تزويجه، والذي ننصح به هو: السعي لإقناعه بتزويجك منه، وتوسيط بعض الأقارب أو غيرهم ممن لهم وجاهة عنده، ليكلموه في ذلك، فإن أبَى التزويج، فالأَولى: أن تتركي هذا الرجل، ولعل الله يعوضك خيرًا منه، لكن إذا كان عليك ضرر في تركه فلكِ أن ترفعي الأمر إلى القاضي الشرعي، وراجعي الفتوى رقم: 265180.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني