الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشرع الذهاب إلى المطاعم الغالية بقصد الترويح للأهل

السؤال

آخذ زوجتي وأولادي بين حين وآخر في السنة حوالي مرتين أو ثلاث مرات إلى مطاعم وكافيهات غالية جدا و أجد نفس جودة الأكل والقهوة في مطاعم ثانية وكافيهات أخرى وبأقل من نصف سعر المكان الغالي ولكن هدفي من زيارة المطاعم والكافيهات الغالية هو الترويح عن أنفسهم وتغيير جو للعائلة فأرجو إفادتي هل هذا يعد من التبذير أفيدوني جزاكم الله ألف خير ونفع الله بكم وبعلمكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا بالفتوى رقم: 243715 أن الإسراف والتبذير من الأمور المذمومة شرعا، والمشهور أنهما بمعنى واحد لغة وشرعا، ومن أهل العلم من يفرق بينهما ، وقد بينا ذلك أيضا في الفتوى رقم: 72041، وخلاصتها: ما قاله ابن عابدين - رحمه الله -: التبذير يستعمل في المشهور بمعنى الإسراف، والتحقيق أن بينهما فرقًا، وهو أن الإسراف: صرف الشيء فيما ينبغي زائدًا على ما ينبغي، والتبذير: صرف الشيء فيما لا ينبغي. انتهى

وعليه فضابط الإسراف، هو: مجاوزة الحد في استهلاك المباحات؛ فتبين من هذا أن ما سألت عنه هو الإسراف عند التحقيق، لا التبذير.

وعليه، فلو كان المكانان مستويين في كل شئ، فقد يكون من الإسراف، وأما إذا كان هناك مصلحة معتبرة-وهو ظاهر السؤال- ككون أحدهما في مكان أحسن، أو أنقى جوا، أو خارج المدينة بحيث يحصل الترويح للأهل، ونحوه، فلا بأس بذلك-، ونرجو لك الأجر للتوسيع على أهلك، وإراحتهم، ونذكرك بالاحتساب في ذلك، وراجع الفتوى رقم: 230059.

وأما كون نفس أسعار أماكن الترفيه مرتفعة، وهل يعد إسرافا، قد أجبنا عنه بالفتوى رقم: 264079.

ولا يخفى عليك أن محل جواز ذلك ما لم يشتمل الترويح على منكر، وانظر الفتوى رقم: 182057.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني