الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف البنت من أبيها إن علمت أنه على علاقة بامرأة غير أمها

السؤال

عمري 43 سنة، غير متزوجة، اكتشفت بالصدفة أن أبي على علاقة مع امرأة أخرى غير أمي، وأنه يقابلها في مكتبه الخاص، ولا أدرى بالضبط ما يحدث بينهما، علما بأنه شخصية مرموقة وعالم في مجاله، حج البيت كثيرا، ويعتمر سنويا، ويصلي الفجر يوميا بالمسجد، إخوتي جميعا ناجحون، والدتي سيدة فاضلة يشهد الجميع بذلك، أصيبت بمرض جلدي غير معد قبل 6 سنوات أدى لتغير لونها، وأثر ذلك كثيرا في نفسيتها.
علما بأنني قبل 15 عاما ذهبت لأبي في مكتبه، فوجدته في وضع غير سليم مع عاملة النظافة بالمؤسسة، فوقتها انهرت وبكيت، وقلت له: أنت تفعل الحرام، قال لي: إنها فقط مداعبة، وأنه لن يفعل ذلك مرة أخرى، وطلب مني أن لا أخبر أحدا، وقضيت كل هذه السنين أخفيه وأتألم لهذا السر، وها هو الآن يكرر الفعل، أنا في هذا الموقف الأخير لم أواجهه حتى الآن، ولكن حزينة بعمق، وهو الآن مريض بالسكري والضغط، أخشى من مواجهته أنه يمرض أو ينهار، عمره الآن 80 عاما، ولا أدري ماذا أفعل؟.
ساعدوني.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فحقّ الوالد على ولده عظيم، ولا يسقط حقه بفسقه أو فجوره، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 103139.
فالواجب عليك برّ أبيك، ومن أعظم البر والإحسان إليه، أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، لكن عليك أولاً مصارحة والدك بالأمر، وسؤاله عن علاقته بتلك المرأة، فربما كان متزوجاً منها، فإن بان لك أن علاقته بها محرمة فعليك نهيه عن هذا المنكر مع الستر عليه، وأن يكون النهي برفق وأدب، فإن أمر الوالدين بالمعروف ونهيهما عن المنكر ليس كأمر ونهي غيرهما، وانظري الفتوى رقم: 134356.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني