الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

لقد مرضت في العام الماضي بانهيار عصبي، وفي شهر رمضان وفي العشر الأواخر بدأت علي أعراض الهيجان في كل آخر نهار أي بعد أذان المغرب حوالي بساعة أكون قلقة جداً وبعض الأعراض كالدوخة والهيجان، يلزمني أن أتناول الأدوية - برازيبام ضد القلق- ثم آكل وفي الصباح أعطي للمسكين الذي أجده في الطريق مبلغاً من المال لأفدي اليوم الذي أكلته وبقيت حتى الآن وأنا أزور الطبيب النفسي تحت الأدوية طبعا ولقد دار الحول لكي أرجع ديني أطلب منكم أن تفيدوني بأي نصيحة لكي أستطيع أن أؤدي فرائضي ؟ وجزاكم الله خيراً.....

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فنسأل الله لك الشفاء العاجل، وأن يكتب لك الأجر، وننصحك بصدق الإيمان بقضاء الله وقدره، ودوام سؤاله، والتضرع بين يديه، أن يصلح حالك، ويكشف عنك الضر.
وأما حكم الصيام بالنسبة لك، ولكل مريض يشق عليه الصوم أو يؤخر شفاءه أو يزيد في مرضه فإنه يرخص له في الفطر، فإن كان يرجى زوال مرضه وشفاؤه فإنه ينتظر حتى إذا استطاع أن يصوم فيجب عليه القضاء فقط.
وأما إذا كان مريضاً مرضاً مزمناً لا يرجى برؤه، فيفطر، وعليه أن يطعم عن كل يوم مسكيناً، لقول الله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) [البقرة:184].
قال ابن عباس: (هي في الشيخ الكبير والمريض الذي لا يرجى برؤه).
وبهذا التفصيل تعرفين أن ما فعلته من إطعامك المساكين عن كل يوم أفطرته يصح إذا كان لكل مسكين مد وكان مرضك من النوع الثاني أي الذي لا يرجى برؤه، وأما إذا كان من النوع الأول فيجب عليك القضاء إذا تمكنت، ولو أتى عليك رمضان آخر فليس عليك سوى القضاء لأنك معذورة بسبب المرض. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني