الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الجعل لا يستحقه إلا من قام بالعمل المجاعل عليه

السؤال

لدي استفسار بخصوص استحقاق السعي المالي.
طلب مني أحد المسوقين، واسمه محمد/ حديدا، وعنده مشتر للحديد، وكلمت له مسوقا هو أحمد، وقال: الحديد عند سعد، وأعطاني رقمه، وكلمت سعدا، وأعطاني المباشر للحديد أنس، وهو مباشر للمالك. وقمت أنا ووصلته بالمشتري، ولكن البيع لم يتم، وأبلغني أنس أنهم اختلفوا على السعر، وانتهت المحادثة إلى هنا، ولم يتم بيع الحديد. وبعد ذلك طلب مني المسوق السابق (محمد) نحاسا، وتواصلت مع(سعد) على نحاس، ووصلت (محمد) (بسعد) الذي عنده النحاس.
السؤال: هل يستحق الذي عرَّفني على سعد، وهو(أحمد) شيئا من السعي، علما أنه لا يعلم عن النحاس شيئا؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فأجرة السعي إنما يستحقها من قام بالعمل؛ لأن الجعل لا يستحقه إلا من قام بالعمل المجاعل عليه.

قال ابن قدامة في المغني: فإنما يستحق الجعل من عمل العمل، بعد أن بلغه ذلك، لأنه عوض يستحق بعمل، فلا يستحقه من لم يعمل، كالأجر في الإجارة. اهـ.

وقد ذكرت أن المسوق الثاني المسمى "أحمد" لا علاقة له بمعاملة النحاس، فلم يدلك عليها، ولم يدل صاحبك، بل لا يعلم عنها أصلا. وإذا كان كذلك، فلا يستحق عنها عمولة؛ إذ لم يسع فيها، وليست له علاقة بها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني